الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قررت قطع العلاقة مع من أحبها لكني أخاف عليها من غيري

السؤال

أنا مؤمن والحمد لله، ولم يسبق لي أن تعرفت على بنت في حياتي وجهاً لوجه، ما حدث أني تعرفت على بنت من فترة قريبة مؤدبة جميلة، تعلقت بها، ولم تكن هي تكن لي الشعور نفسه، أخاف عليها من كل شيء؛ لدرجة الغيرة القاتلة، وسمحت لي بالتدخل في حياتها؛ لدرجة أني لم أعد أفكر بنفسي بقدر ما أفكر بها لحد الجنون.

تعبت نفسيتي؛ ما أدى إلى التأثير على حياتي وعملي، فقررت أن أنهي علاقتي معها، ويشهد الله أني أعشقها لدرجة الهوس، وأني لم ألمسها خوفاً من أن أجرح عفتها، هذا ما تربيت عليه، وهي عكسي تماماً، ولكنها حنونة وطيبة؛ لدرجة أنك لا تستطيع أن تتركها وحيدة ليفترسها الآخرون؛ خاصة في عصرنا الحالي، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طاهر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن قرارك بقطع العلاقة هو الصواب، ولست مسئولاً عن حراستها ولا فرق بينك وبين من تريد أن تمنعهم عنها، فكلكم بمقياس الشريعة أجنبي عنها، وإن استجارت بك من غيرك فيصدق عليها ما قاله الأول :
والمستجير بعمرو عند كربته **** كالمستجير من الرمضاء بالنار

وإنما يحرس الفتاة محرمها، وتجبر الفتاة الناس على احترامها بحجابها وحيائها.

ونحن ننصحك بأن تجعل قرار قطع العلاقة اليوم وليس الغد، واحرص على الابتعاد عن أماكن وجود هذه الفتاة التي لا تبادلك حتى مجرد المشاعر، وعمر قلبك بالإيمان، وعطر لسانك ومجلسك بذكر الرحمن، وأكثر من تلاوة القرآن، واعلم بأن العشق شراك الشيطان، فاقبل نصيحة آبائك والإخوان، واشغل نفسك بطاعة الملك الديان، واعلم أن الفسق يجلب الهوان، فخالف هوى النفس والشيطان.
وقد أحسن من قال : -
إن الهوان هو الهوى قلب اسمه **** فإذا هويت فقد لقيت هواناً

وأرجو أن تفكر في نفسك وتتذكر وقوفك بين يدي ربك، فاتق الله في نفسك وعد إلى صوابك، واعلم أن من أحب غير الله عذب به، واستغفر ربك الغفار، وأكثر من الصلاة والسلام على نبيك المختار، وتجنب طرق الخزي والعار، وأبحث لنفسك عن صاحبة الدين بنت الأخيار.
ونسأل الله أن يصلح حالك وأن يحشرك في زمرة الأبرار.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً