الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وقوع الفتاة في شباك زواج الإنترنت.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سمعت كثيراً عن الإنترنت ومشاكله، وعن زواج الإنترنت، لكن لم أكن أتوقع أني سأقع في شباكه.

أنا -وأعوذ بالله من كلمة: أنا- فتاة متدينة، ومن أسرة محافظة ومحترمة ومتدينة، تربيت وسط أسرتي المتدينة، لم أصاحب شاباً، ولا أعرف هذا الطريق ولله الحمد، ولا أحبه ولا أكلم الشباب، لا عن طريق النت ولا عن طريق ثان.

مشكلتي هي أني منذ أكثر من 9 أشهر عرفت أختاً في الله عن طريق منتدى إسلامي، وبدأت أكلمها وتحاببنا في الله كثيراً، نعين بعضنا على طاعة الله، ومنذ 8 أشهر عرفت شاباً ذا أخلاق، ومحترم ومتدين هو الآخر، ومرة كنا نتكلم مع بعض عبر الماسنجر، وأدخلتني على غرفة فيها هذا الشاب الذي عرفته، حيث كان مثل أخيها ينصحها كثيراً، وهي ليس عندها إخوة أكبر منها، ومن يومها كنا نتكلم جماعة عبر الغرفة.

ومشكلتي أني تعلقت به كثيراً، وهو كذلك، وقد طلبني للزواج، وأنه عازم على ذلك، حيث أنه قد أخبر أهله، وكلهم يعرفونني، وقد كلمتني أمه وأخته وحتى زوج أخته؛ لأنه طبيب، وكنت أعاني من مشاكل في صحتي، وأرشدني كي أتخلص من هذه المشاكل.

والمشكلة أنه في بلد غير بلدي، والآن هو يعمل جواز سفر وسائر الأوراق حتى يصل إلى بلدي، وقد كلمت أختي عنه، لكن لا تعرف أني أكلمه! وهي تعرف أخته، فقد عرفا بعضاً عن طريق التلفون.

ومما يقلقني كثيراً ويؤنبني عليه ضميري أني خائفة من عصياني لربي ومخالفة أمره، ثم ثقة أهلي بي، أنا لم أصدق بسرعة أنه يريد الزواج بي، كنت أتوخى الحذر كثيراً، لكنه صادق فعلاً، وقد أقسم لي مرات كثيرة، حتى أن أمه كلمتني.

أفيدوني جزاكم الله خيراً، وأرجو الرد بسرعة، لأني في حيرة من أمري، وفي قلق دائم، فقد تعلقت به كثيراً، وهو كذلك، فهل إن تقدم لي أوافق؟ وماذا أفعل الآن؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنحن ننصحك بكتمان ما حصل عن أهلك، وندعوك إلى عدم القبول به إلا بعد رؤيته في وجود أهلك، وبعد التأكد من صلاحه وأحوال أسرته، مع ضرورة المسارعة بالتوبة والاستغفار مما حصل، وكنت أتمنى أن تقولي له: إذا رغبت في، فعليك أن تأتي البيت من الباب، وأظنه سيقوم بهذه الخطوة التي كانت ينبغي أن تكون هي البداية قبل أن تتعمق مشاعر الحب الذي لا تحكمه ضوابط الشريعة.

ولابد أن تعلمي أن الفتاة تتأثر بالكلام، والغواني يغرهن الثناء، بخلاف الرجل الذي يشدة المنظر، ومن هنا فإن سقوط الفتيات بمجرد المكالمات أسرع وأخطر، فلا تتعجلي، اطلبي من أهلك أن يتعرفوا على دين الشاب وأحواله وقدرته على تحمل المسؤوليات، ولماذا لم يبحث عن زوجة في أقاربه وجيرانه وبلده؟

وقد أسعدني اهتمامك وسؤالك، وأفرحني خوفك من الله، فترجمي ذلك الخوف إلى توبة صادقة، وإذا حصلت الموافقة فأرجو أن تسارعا إلى التوبة وتحرصا على بداية حياتكما الجديدة بالطاعات، فإن للمعاصي ثمارها المرة، وأبشرا فإن الله هو الغفار.

ونحن ننصحك بالتوقف تماماً حتى يتمكن من تصحيح الوضع، وصلي لله صلاة الاستخارة، وشاوري أهل الخيرة والدراية، واعلمي أن رضوان الله هو الغاية.

ولا تسمحي له بالجلوس معك إلا في حضور محارمك، فإن ذلك يزيد من قيمتك عنده ويعمق ثقة أهلك، وهو قبل ذلك يرضى ربك، واعلمي أن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، وأن معاني الود والمحبة الحقيقية هي لا تكون إلا بعد الرباط الشرعي، وهي التي تستطيع – بإذن الله – أن تصمد أمام العواصف.

واجتهدي في حال القبول والموافقة أن تكون المراسيم موافقة لشريعة الله، وكررا الاستغفار، وواظبا على الصلاة على نبينا المختار، واعلموا أن السير على دربه والتمسك بهديه هو سبيل الأخيار.

ونسأل الله أن يجمع بينكم على الطاعة والخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً