الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضرورة إكمال مشروع الزواج ومراسيم الدخول

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.
أنا شاب عقدت قراني بشابة متحجبة منذ عام ونصف، وأنفق على والدي، مع العلم أنه لدي 3 إخوة متزوجين ويعملون ولا يساهمون في النفقة، لدرجة أنني أجلت حفل الزفاف لهذا السبب، ولا أنفق على زوجتي، ولم أعطها الصداق بعد، مع العلم أنني جامعتها، فماذا أفعل مع إخوتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ Hanane حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.

فخير البر عاجله، ولا داعي للإسراف، والله تبارك وتعالى لا يحب المسرفين، وقال عن المبذرين: ((إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ))[الإسراء:27]، فسارع بإكمال إجراءات الدخول، ولن تأكل زوجتك إلا رزقها الذي قدره لها ربها، وربما كان في إكمال الإجراءات سعة لرزقكم، وهل ترزقون إلا بضعفائكم بصلاتهم وإخلاصهم.

وأرجو أن تطلب مساعدة والدك حتى تتمكن من إكمال مشروع الخير، وعليك بطاعة والديك، ولن تحاسب بجريرة إخوانك.

وكان السلف يلتمسون الغنى في النكاح، يتأولون قول الله تعالى: ((إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ))[النور:32].

وإذا كان الوالد ميسور الحال فلن يقصر في مساعدتك، ولا تعاشر زوجتك إلا بعد أن تكمل مراسيم الدخول عليها، فإنها لا تزال تحت إشراف أسرتها، وقد يترتب على هذا الأمر أشياء لا تحمد عقباها إذا حصل حمل وتأخر الدخول، ولا يمكن للإنسان أن يقبل ما حصل لأخته، فكيف نرضاه لبنات الناس.

واعلم أن طول فترة ما قبل الدخول تجلب كثيراً من المتاعب، وخاصة لأسرة الفتاة، وتتيح فرصاً واسعة للتدخل السلبي والتحريض، وشغل الشيطان هو التخذيل وتزهيد الناس في الحلال، كما أن عاطفة الزوجة تجاه الزوج تتناقص، وتظهر كثير من العيوب والمشاكل، فاتق الله في نفسك، واعرض الأمر على أهلك، واجتهد في طاعة والديك.

ونسأل الله أن يسهل أمرك ويغفر ذنبك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً