الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عادة وضع الأم أصبعها بداخل فم طفلها الصغير

السؤال

لدي طفل صغير عمره سنة ونصف، وأنا طبعاً مثل كل أم أحبه كثيراً، ولكن المشكلة في أنني دائماً ولا شعورياً أضع أصبعي في فمه، وأفرح جداً عند عمل ذلك، ولكن بدأت أحس أن ذلك مشكلة، لأنني اكتشفت أنني لا أستطيع أن أضعه على قدمي دون أن أضع أصبعي في فمه، وأجعله يعض أصبعي.

لقد خفت على ولدي، لأني مهما غسلت يدي أكيد هناك جراثيم عالقة من الجو، ولكني فعلاً والله حاولت التوقف ولم أستطع. أرجوكم المساعدة العاجلة، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Maha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

مثل هذا التصرف والذي لا يخلو من الطقوسية يأتي تحت العادات الضارة بلا شك، والعادات هي في الحقيقة شيء مكتسب، ويجمع علماء النفس أن الشيء المكتسب يمكن أن يُفقد اكتسابه إذا اجتهد الشخص في ذلك، وفي نظري الأمر بسيط جداً.

أولاً: لابد أن ترفعي من سقف قناعاتك أن هذا التصرف ليس سليماً.

ثانياً: عليك أن تعلمي أن هذا التصرف تحت الإرادة الكاملة (أي تحت إرادتك).

ثالثاً: أن هذا التصرف سوف يضر بطفلك، وربما يسبب لها تشوهات في أسنانه؛ لأنه حين يمتص الإصبع هذا قطعاً يؤدي إلى خلل في الطريقة التي تنمو بها الأسنان.

رابعاً: هذا الأمر في حقك ليس صحيحاً؛ لأنه إنقاصٌ لقدر شخصيتك، فأنت ناضجة، وهذا بالطبع أمر لا يناسب فئتك العمرية.

هنالك أمرٌ لابد أن أقوله وأكون واضحاً فيه، وهو أن بعض الأمهات يقمن بهذا الفعل لشعورهن بالارتياح الداخلي وليس لإسعاد الطفل فقط، وأرجو أن لا تكوني أنت من هذه الفئة .

طريقة العلاج هي قائمة بالطبع على تصحيح الأفكار والمفاهيم، وذلك بناءً على النقاط التي ذكرتها لك سابقاً.

عليك أن تتخيلي أنك حين تضعي إصبعك في فم طفلك كأنك وضعته على جمرةٍ من النار، اربطي بين الشعورين شعور الارتياح حين يكون الإصبع في فم الطفل، وشعور حين يكون إصبعك على جمرةٍ من نار.

اقرني بين هذين الشعورين بصورةٍ متواصلة؛ لأن ذلك إن شاء الله في نهاية الأمر سوف يؤدي إلى ما يُعرف بفك الارتباط الشرطي، أي أن ألم حرق الجمرة المفترض ووضع الإصبع في فم الطفل هما فعلان متعاكسان ولا يلتقيان.

أرجو أن تكرري هذه الأفكار بصورةٍ مستمرة، وهنالك تمرينٌ آخر وهو حين يأتيك الشعور بوضع الإصبع في فم الطفل عليك أن تضربي بيدك بقوة على جسم صلب، وركزي أن يكون هذا الضرب في جهة الإصبع الذي تضعيه في فم الطفل، هذا أيضاً إن شاء الله سوف يضعف هذا الفعل الذي استحوذ على مشاعرك .

كل هذا الذي قلته لك قائم على تجارب علمية نابعة من علم السلوك وتقييم السلوك .

وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً