الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اكتئاب وعدم انشراح صدر في مكان مختلط أدى إلى ضعف الثقة بالنفس

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا حالتي منذ فترة سنتين تقريباً، أشعر بأني ضعيف الثقة بالنفس، بحيث عندما أتعرف على شخص أبقى أتساءل: هل يهرب مني؟ هل لا زال يحترمني؟ ومثلاً عندما لا يرد علي مرة من المرات باتصال أقول في نفسي: يا ترى هل تضايق مني بشيء أو ماذا؟

إن هذا مثال بسيط على ما يحدث معي بشكل يومي، وهذا الأمر وجد لدي منذ أن انتقلت للدراسة في مكان جديد -والاختلاط أساسي في دراستي العليا- وكنت مواجهاً لبعض الأمور كالرهاب الاجتماعي الذي تحسنت منه قليلاً بحمد الله.

فالآن لا أعاني من ضعف في المجتمعات، بل ضعف شخصي بحيث أشعر نفسي دائماً في الخلف، أشعر أن لا حياة سعيدة لي والعياذ بالله من الشيطان، أو أنظر لنفسي بمنظار غير لائق، وقد أتوقف عن طاعاتي لما تسببه لي هذه الأمور من إحراج وتفكير يطغيا على عقلي غالباً.

دراستي تراجعت جداً، وأعمالي تراجعت، أصبحت متشائماً عن ذي قبل، وغيره من الأمور المصاحبة، فهل من طريقة أستطيع بها مواجهة ما أواجه من مشاكل؟ أو هل من وسيلة لأعيد ثقتي بنفسي في هذا المجتمع المليء بالاختلاط والحرمات والمكروهات المجبور عليها؟
أشكركم على القراءة آملاً من الله التوفيق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

على الإنسان دائماً أن لا يقلل من قيمة نفسه، فأنت تقيم نفسك بصورة سلبية جداً، مما ينسيك كل الإيجابيات ومصادر القوة الموجودة في شخصيتك، ويجعلك دائماً تنظر لنفسك بمنظار الضعف، هذا لا يجوز أبداً أيها الأخ الكريم. كيف وصلت إلى اليابان إذا لم تكن قوياً؟ هذا مجتمع تنافسي، مجتمع البقاء فيه للمتميزين، وأنا على ثقة أنك لم تصل إلى تلك البلاد إلا إذا كنت مؤهلاً لذلك.

أنا أجد لك العذر أيها الأخ الكريم، فالبعد والغربة وخلافه ربما يكون سبب لك شيئاً من الاكتئاب، لأني أستشف ذلك من رسالتك، أنك غير منشرح، وأنك سلبي التفكير، وهذه إشارة من إشارات الاكتئاب، وبعض حالات الاكتئاب تضعف الإنسان حتى في عباداته وطاعاته، ولكن على الإنسان أن يجاهد نفسه، ولابد أن يكون قوياً، ولابد أن تعرف أنك أتيت إلى تلك البلاد في مهمة محدودة وهي الدراسة واكتساب العلم، ويجب أن تجتهد حتى يوفقك الله وتتحصل على ما تريد.

عملية الاختلاط والحرمات والمكروهات، لا شك أن تلك البلاد مليئة بذلك، ولكن نرى أن المؤمن يجب أن يكون بالقوة التي تمنعه من الشبهات، وبقوة الدين الذي يمنعه من الشهوات، هذا هو المبدأ، كن قوياً وكن صامداً، وتمسك بطاعاتك، وسوف يحميك الله من كل ما هو موجود من أمور المعصية، فالمسئولية هنا مسئولية شخصية، فأنت لا تستطيع أن تغير ذلك المجتمع، ولكن بالتأكيد أنت تستطيع أن تتحكم في ذاتك مهما كانت الصعوبات.

أيها الأخ الكريم، أنت محتاج أيضاً للأدوية التي تحسن الدافعية والثقة بالنفس وتزيل الاكتئاب، من أفضلها العقار الذي يعرف باسم بروزاك، أرجو أن تبدأ في تناوله بمعدل كبسولة واحدة في اليوم لمدة أسبوعين، ثم ترفعها إلى كبسولتين في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى كبسولة واحدة لمدة ثلاثة أشهر أخرى، وبعد ذلك توقف عن العلاج، هذا دواء ممتاز وفعال وسليم وجيد، وسوف تجد فيه إن شاء الله خيراً كثيراً.

أيها الأخ المبارك! أرجو أيضاً أن تبحث عن رفقة بالرغم من قناعتي أن عدد المسلمين ربما يكون قليلاً في تلك البلاد، ولكن إن شاء الله سوف يقيض لك الله من يساعدك ويأخذ بيدك، حيث أن المساندة والتدعيم مطلوب، فتخير بعض الإخوة الملتزمين في تلك البلاد، ونسأل الله أن يعينك .
والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً