الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الهلاوس الكاذبة المصاحبة للقلق النفسي وكيفية التخلص منها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أعاني من خوف شديد، وأحياناً من ضيق في النفس، وأحياناً لا أستطيع النوم، وأبقى في البكاء ليلاً أوقاتاً معينة ولا أستطيع النوم إلا بجانب أمي.

وأحياناً أسمع في أثناء النوم أصواتاً مثل الأحصنة، وربما تكون أصوات حمير (حمار ) أعزكم الله، وأشعر أحياناً بعدم الرغبة في الذهاب من البيت إلى المدرسة، وعند بعض الأقارب جداً، كما أكره ركوب السيارة في بعض الأوقات، وينتابني كره للأهل جميعاً إذا وبخني أحد منهم بشكل فظيع، ولا أرتاح معظم الوقت في البيت، وأشعر بالضيق، وأرتاح كثيراً في الدور الثاني من المنزل، حيث توجد أرجوحة ألعب عليها، ويزعجني كثيراً سماع الحوادث المفزعة، والموت خاصة، وصوت الرعود، وصوت الدفاع المدني.

لا أجد رغبة كبيرة في قراءة القرآن، وكأن شيئاً يمنعني، أنسى كثيراً أثناء وضوئي وصلاتي وأعيدها أحياناً.
الحالة هذه من سنة تعاودني من وقت لآخر. أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ خلود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أنت لديك مجموعة من الأعراض، منها: الخوف، وضيق النفس، وصعوبة النوم، والبكاء، وهذه الأصوات التي تسمعينها هي في الحقيقة تعرف بشبه الهلاوس أو الهلاوس الكاذبة، وهي تحدث للناس القلقين أو الذين لديهم درجة عالية من الخوف.

لديك عدم رغبة في الذهاب للمدرسة، وهذا طبعاً دليلٌ على عسر المزاج، والذي جعلك أكثر انعزالاً ولا تتواصلي مع الآخرين.

أرى أنك ملتصقة التصاقاً شديداً بوالدتك، وربما تكون والدتك قد سببت لك نوعاً من الحماية المطلقة والشديدة، وهذا هو سبب العلة الرئيسية.

أنت الآن تبلغين السادسة عشرة من العمر، ولابد أن تكون لك شخصيتك، ونسأل الله أن يحفظ لك والدتك، ولكن عليك أن تكوني أيضاً معتمدة على نفسك، فالاعتماد على النفس خاصةً في هذه المرحلة العمرية يُساعد الإنسان كثيراً بأن يشعر بفعاليته، ويشعر بقيمته، ويشعر أنه يمكن أن ينفذ أشياء كثيرة، فأرجو أن تضعي لنفسك برنامجاً يومياً من الصباح بعد الصلاة، تحددي فيه أن تقومي بأشياء معينة، والذهاب إلى المدرسة بالتأكيد هو ضروري، ويجب أن تهتمي بالأشياء البسيطة في الحياة، مثل ترتيب ملابسك وتجهيزها، ومساعدة الوالدة في أعمال المطبخ ..وخلافه، فهذه أشياء ضرورية جداً لبناء الشخصية وكمالها بإذن الله تعالى، وأعتقد أن هذا مهم جداً لحياتك، فلو اتبعت هذا المنهج أي منهج الاستقلالية النفسية، فسوف تجدي إن شاء الله أنك قد أصبحت أكثر قبولاً وأكثر انفتاحاً.

أما الأصوات، فقد ذكرت لك أنها هلاوس كاذبة نتيجةً للقلق، وسوف نعطيك لها علاجاً بسيطاً يُساعدك في زوالها بإذن الله.

أما الحرص على الصلاة وتلاوة القرآن، فهو أمرٌ لا مساومة فيه أبداً؛ لأن بذكر الله تطمئن القلوب، وأرجو عدم التكاسل في هذا الأمر، وعدم التسامح مع النفس، فيجب أن تكوني صارمة مع نفسك.

أما إعادة الوضوء وكذلك الصلاة، فربما يكون مرتبطاً بحالة القلق والتوتر، والتي قد تتولد عنها بعض الوساوس.

سأصف لك دواءً مفيداً يُعرف باسم بروزاك، أرجو أن تتناوليه بجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة أربعة أشهر، ويفضل أن تأخذيه بعد الطعام.

الدواء سليم وممتاز، وأرجو أن لا تسمعي عما أُثير حوله في الآونة الأخيرة في بعض الصحف، فهو فعال وسليم وممتاز كما ذكرت لك.

وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً