الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية كسب المال

السؤال

السلام عليكم.

كيفية كسب المال، وخاصة أنني حاصل على الشهادة الجامعية، وبإمكاني إتقان عمل أي شيء، لكن لا حظ لي وأطمح بأن أكون الأفضل، علماً بأنني أعيل أولادي وزوجتي، أي العائلة مكونة من سبعة أفراد، وراتب الوظيفة لا يكفي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ م م م الزيود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن لكل مجتهد نصيب، والسماء لا تمطر ذهباً ولا فضة، وما أكثر بركة السعي والحركة، قال تعالى: (( فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ))[الملك:15].

ولا يخفى عليك أن من أفضل الأعمال وأكثرها بركة وأقربها للحل عمل اليد، وقد كان نبي الله داود يأكل من عمل يده، واليد العاملة الكادحة يد يحبها الله، فاشكر الله الذي منحك يداً ماهرة، واعترف له واشكره على نعمه الظاهرة والباطنة، وعمِّر بيتك ووقتك بالصالحات الباقية، واحرص على بر والديك وصلة رحمك؛ فإن في ذلك سعة في الأرزاق وجلب للعافية، ثم عليك ببذل الأسباب، والتوكل على الكريم الوهاب، كما أنني أنصحك بالقبول بأي عمل فليس في العمل عيب ولكن العيب في التكبر والتعطل عن العمل.

واسأل الله أن يبارك لك في رزقك، فإن فائدة الأرزاق في بركتها، ولا تنال البركة إلا بالإيمان والتقوى، فإن أهل الكفر ينتجون ويعملون ولكن لا بركة في إنتاجهم وعملهم ونحن عندنا طعام الاثنين يكفي الأربعة إذا اجتمع الناس على طعامهم وذكروا ربهم، والبركة مكانها واحد، نجد الإشارة إليه في قوله تعالى: (( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ))[الأعراف:96].

ومن هنا يتجلى لنا أن أول ما يجلب الخير والبركات هو الإيمان والتقوى، وكذلك التوجه إلى من يجيب من دعاه، وكثرة الاستغفار؛ لأن الله سبحانه يقول: (( وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ))[هود:52]، ويقول سبحانه: (( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ))[نوح:10-12].

ومما يوسع الأرزاق ويجلب رضى الخلاَّق بر الوالدين وصلة الأرحام؛ فقد قال رسولنا صلى الله عليه وسلم: (من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أجله فليصل رحمه).

ومما يجلب المزيد الشكر لله المجيد؛ قال تعالى: (( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ))[إبراهيم:7]. كما أن الصدقة والبذل والزكاة والعطايا مما يجلب الزيادة. قال تعالى: (( وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ))[سبأ:39].

كما أن الاستقامة لله والتطبيق لشرعه يجلب الخيرات، قال تعالى: (( وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا ))[الجن:16].

فاحرص على طاعة الله واجتهد في مساعدة عباد الله، وتوكل على الله بعد بذل الأسباب، وتذكر أن الله تكفل بالأرزاق وأمرنا بعبادته وطاعته فقال سبحانه: (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ))[الذاريات:56-58]، وقال سبحانه: (( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ))[طه:132].


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً