الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوصية بالصبر والاحتساب عند فقد قريب

السؤال

أحس بضيق واكتئاب شديدين بسبب فقدان شخص عزيز جداً علي (أمي)، حالة الاكتئاب جعلتني أسأل: ما هو الهدف من الحياة؟ أفيدوني.

أنا أشعر بالحزن حتى في المواقف المفرحة، ولا أشعر برغبة في الحياة، وأعاني من تشتت في التفكير.

ما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Halima حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

تعوذي بالله من الشيطان، واشغلي نفسك بذكر الرحمن، واعلمي أن الله سبحانه كتب الموت عل الثقلين من أنس وجان، وتفرد بالبقاء، فسبحانه من إله واحد ديان، واعلمي أنه لم ينج من الموت حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم المبعوث من عدنان، حيث خاطبه رب العباد فقال: (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ)[الزمر:30].

فاتق الله واصبري، واعلمي أن الصبر إنما يكون عند الصدمة الأولى، وعليك أن تتذكري مصاب الأمة بالنبي صلى الله عليه وسلم لتهون مصيبتك، فإن موت النبي صلى الله عليه وسلم كان انقطاعاً لوحي السماء، وتذكري ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لابنته حين احتضر ابنها: (إن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب).

المؤمنة ترضى بقضاء الله وقدره، ولا تحزن إلا الحزن الشرعي الذي لا اعتراض فيه، فإن العين تدمع والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وما ينبغي أن تتكلمي بما يشعر بعدم الرضا! واعلمي أن وفاة الوالدة ابتلاء واختبار، فاتق الله في نفسك ولا تقولي إلا خيراً،ً واستغفري لنفسك ولوالدتك ولأموات المسلمين، واعلمي أن الحياة هي دار العمل، والآخرة هي دار الجزاء، وأنه من لم يعمل هنا ندم هناك، وأن المسلم خلق لغاية عظيمة، وهي عبادة الله، وهذا ما جاء في كتابه من قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [الذاريات:56] فقد خلقك الله لغاية عظيمة، فهو سبحانه لم يخلقنا عبثاً ولن يتركنا سدى، فالدنيا هي مزرعة الآخرة، ومن لم يزرع هنا ندم هناك، وأهل الإيمان لا يسألون عن هدف الحياة؛ لأن الإجابة واضحة في كتابه الله، ولكن الغافلين الكافرين هم الذين قال قائلهم:

لست أدري، ولماذا لست أدري؟ لست أدري!
لست أدري من أين أتيت، ولقد أبصرت قدامي طريقاً فمشيت!
وسأظل سائراً شئت هذا أم أبيت!.

فتأملي هذه الحيرة، واحمدي الله الذي أكرمك بالإسلام.

فهو لا يدري - والعياذ بالله – ولكننا ندري أن الكافرين الملحدين يذهبون إلى النار، وأن الله خلقهم لعبادته، ولكنهم بكفرهم وعنادهم كانوا أضل من الأنعام.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً