الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المجال الذي أعمل فيه تكثر فيه المعاصي والمنكرات، فماذا أفعل؟

السؤال

أنا شاب انتهيت من دراستي والحمد لله، وأبحث عن عمل ولكن تخصصي بكالريوس إدارة فنادق، وكل الشغل المتاح والسهل جداً فيه خمر، وطبعاً باقي الأشغال التي بدون خمرة نادر ولا ألقاه ولا أعرف ماذا أعمل.

كنت على قدر من الالتزام، وكنت ملتحيا فزادت المشاكل جداً بيني وبين البيت، واضطررت لحلقها، وحاليا كلما نزلت للبحث عن عمل وعدت بعد أن رفضته لوجود الخمر يزيدون المشاكل معي جداً، وأشعر حقاً بالإحباط الشديد، والخنقة الجامدة، وأخاف على نفسي أن أضعف خاصة وأني ضعفت أثناء الدراسة وعملت بها.

أخاف أن أخسر ديني، وآسف إن أطلت عليكم، ولكن ما يساعدني ويزيل عني همي نوعاً ما هي الفتاة التي أحبها، وحقا أريد أن أرتبط بها وكنا قد قررنا ألا نتحدث حتى لا نغضب الله؛ لأنها أيضاً على قدر من الالتزام، ولكن في ظل المشاكل أشعر أنها فقط من يفهمني فهي الأقرب إلى قلبي، وحقا أرتاح جداً في الحديث معها، فطلبت منها أن تظل بجانبي هذه الفترة لتخفف عني وتثبتني، فهي ترفض رفضاً باتا الخمر، وتثبتني وتزيد من عزيمتي.

وللأسف فقد طلبت مني أن نساعد بعضنا على الطاعة، ما دمنا لن نستطيع الانفصال هذه الفترة، كنا نصوم ونذكر الله ونحفظ القرآن، نسبح، وطلبت مني أن أعدها بذلك، لكني رفضت لأني أشعر أني إن أعطيتها الوعد، فلن أقدر على تنفيذه وسيكون فيه رياء ولا أدري ماذا أفعل!

بالله عليكم أدعو لي ربنا يكرمني وألقى شغلاً حتى أستطيع أن أتقدم لها وننقطع عن الحرام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ M حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن الله تبارك وتعالى لم يجعل دواءنا فيما حرم علينا، وهو أكرم من أن يجعل أرزاقنا في الذي حرم علينا، ومن ترك شيئاًَ لله عوضه الله خيراً منه، فابتعد عن بيئة المعاصي، واعلم أن الله لعن في الخمر كل من دار في فلكها، مثل عاصرها ومعتصرها وبائعها وحاملها والمحمولة إليه وغيرهم، كما أن بيئة الفنادق فيها العري والفساد، وإذا ربح الإنسان بعض الدراهم فسوف يخسر دينه وطمأنينته.

ومن هنا فنحن ننصحك بالبحث عن أي عمل حتى ييسر الله لك أمر الهجرة إلى بلاد فيها فنادق لا تقدم الخمور، أو تبحث عن عمل يعينك على طاعة الشكور، ونحن نتمنى أن يحرص الشباب على النظر في طريق التخصص من أوله إلى آخره، وأن يختار ما فيه صيانة لدينه ونفع لأمته.

وأرجو أن تلاطف أهل البيت، وتحسن التعامل معهم، وتبين لهم بلطف أثر المعاصي على الإنسان، واعرض رغبتك في العمل الحلال على من تتوسم فيهم الخير من رجال الأعمال، وأكثر من التوجه إلى ذي العظمة والجلال، ونسأل الله أن يغينك بالحلال.

أما بالنسبة للفتاة فنحن نحيي فيها مشاعرها الطيبة وحرصها على الخير، وتشجيعها لك على الالتزام والبعد عن الحرام، ولكننا ننصحكم بتحويل هذه الرابطة إلى شرعية، أو التوقف عن المكالمات والملاطفات، فإن الذي حرم الخمر هو الذي أمر بالبعد عن البنات، إلا إذا كن من المحارم أو الزوجات، والمسلم يحرص على أخذ الدين كله.

وأرجو أن تكثر من الاستغفار، والصلاة والسلام على النبي المختار، والتقوى للواحد القهار، فهذه كلها مفاتيح للأرزاق وأسباب لتفريج الهموم والأزمات، وأكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها استعانة بالله، وابتعد عن الذنوب فإن الإنسان يحرم الرزق بالذنب يصيبه.

وإذا وجد الإنسان فتاة تعينه على الخير، فمن مصلحة الجميع أن يحرصوا على تأسيس علاقة شرعية، ولا شك أن هذه الفتاة سوف تتفهم هذا المعنى وتسعد به، ونسأل الله أن يسهل لك أمر الوظيفة الحلال، وأن يجمعك بتلك الفتاة صاحبة الدين وكريم الخصال، وأبشر فإن الله لن يخذل من يحرص على تحري الحلال، ويقدم طاعة الكبير المتعال، فاتق الله وواظب على ذكره، وكن عوناً للضعفاء من خلقه ليكون العظيم في حاجتك.

وبالله التوفيق والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً