الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سكنى الزوج مع أسرة الفتاة لا يقدح في رجولته

السؤال

السلام عليكم.

الإخوة القائمون على قسم الاستشارات، جزاكم الله عنا خيراً!
أنا شاب أبلغ من العمر 27 عاماً، لدي رغبة شديدة في الزواج لدرجة أني كلما أويت للفراش تطاردني التخيلات، وأتخيل أني مع زوجتي في بيتنا نلعب ونلهو، وأنا ظروفي المادية صعبة جداً وليس لدي عمل الآن، ولكن إن شاء الله سوف أستلم عملاً خلال أيام، ولكن متوسط الأجور في مصر ضعيف جداً والأسعار مرتفعة، وسوف يكون من الصعب تأجير شقة؛ لأنها ببساطة سوف تبتلع نصف المرتب أو أكثر! وغلاء الحياة هو السبب الرئيس في تأخر سن الزواج في مصر، حتى أصبح الزواج دربا من الخيال بالنسبة للشباب!
إن لي ابنة عمة متدينة جداً والحمد لله، نحسبها كذلك ولا نزكي على الله أحداً، وتتمتع بسيرة طيبة جداً في العائلة وقد عرضت علي الزواج من ابنتها، وأعلنت تمسكها بي رغم علمها بظروفي المادية، وأبلغتني عن طريق عمتي رغبتها تلك، وكذلك أبلغتني أنها بنت شقة وقامت بتجهيزها لتكون سكنا للزوجية لي مع ابنتها التي تبلغ من العمر 15 عاماً.

سوف أشرح لحضرتكم مميزات هذه الفتاة وعيوبها؛ حتى تشيروا على بالقرار الصواب إن شاء الله:

المميزات:
1/ أمها التي تتمتع بالدين والخلق، وكذلك عمتي التي هي جدتها طيبة جداً وتحبني كثيراً، وأخوالها أولاد عمتي طيبون جداً.

2/ صغر سن الفتاة مما يساعدني في تربيتها على منهج السلف الصالح، وإعداد نفسي وزوجتي لأن نكون آباء يربون أولادهم على حب هذا الدين وخدمته.

3/ السكن الذي لا أستطيع توفيره والذي سيكون في بيت والد الزوجة، والبيت ليس فيه إلا أهلها ونحن إن شاء الله، ولكل منا شقة مستقلة.

4/ البنت ذات خلق ولكن لا أعلم مدى التزامها بالدين، ولكني أعلم أن أمها مسيطرة جيداً على البيت من ناحية الالتزام.

العيوب:
1/ البنت ليست جميلة، بل وجهها فيه عيوب قد ينفر منها، ككبر الجبهة بشكل ملفت، وهي قبيحة إلى حد ما!
2/ أخشى أن يكون سكني في بيتهم يسبب لي نوعاً من المشاكل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإذا كانت الفتاة مؤدبة وهي قريبة لك، وقد نشأت في بيت دين والتزام، وأمها هي التي ترغب في ارتباطك بها، وحالك كما ذكرت، فليس أفضل لك من القبول بهذا الأمر، وأرجو أن تعلم أن جمال الشكل عمره محدود، أما جمال الأخلاق والدين فإنه بلا حدود، ولا فائدة في جمال المظهر إذا لم تكن معه أخلاق طيبة وسمعة حسنة، وقد أحسن من قال:
جمال الوجه مع قبح النفوس كقنديل على قبر المجوس
فلا تغني الزينات والأنوار عن صاحب القبر إذا كان في حياته كان مجوسياً يعبد النيران.
وأرجو أن تعلم أن جمال الفتاة لا يكون في وجهها فقط، ولكن في جمال جسدها ونعومة ملمسها واعتدال مشيتها وتقاطيع جسدها، وهذه هي المقاييس التي يختار الفساق عليها ما يسمى بملكات الجمال، وكذلك تهتم بها مؤسسات الموضة التي تركز على تقاطيع الجسد وطريقة الحركة والمشي عند اختيارهم لعارضات الأزياء.
فأرجو أن تتذكر الإيجابيات وتضخمها، وأرجو أن تنظر إلى الإيجابيات الكثيرة في هذه الفتاة، واجتهد في عملك وفي طاعتك لربك، واشكره على نعمه وتوفيقه، واستمع إلى توجيه النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر) وقال تعالى: ((فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا))[النساء:19].
وليس في سكناك مع أسرة الفتاة ما يقدح في رجولتك، بل إن أسرة الفتاة سوف يسعدون بوجودك معهم، ولا شك أن والدة الفتاة رأت فيك ما أعجبها من الصفات، ورغبت أن تكون في بيتها ومع ابنتها، وهل يستفيد الإنسان من خضراء الدمن؟ وهي المرأة الحسناء في المنبت الخبيث، وصاحبة الأخلاق السيئة والسمعة الرديئة، وقد يتزوج الإنسان بامرأة جميلة لكنها متكبرة بجمالها، فتذيقه الويلات، وربما تفقد جمالها لحادث أو مرض أو مع مرور الزمن، وحصول الحمل والولادة.
ونحن ننصحك بصلاة الاستخارة، ومشاورة من حضرك من أهل الخبرة والدراية، ثم توكل على من يملك التوفيق والهداية، وعليك بتقوى الله فإن فيها الكفاية.
والله الموفق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً