الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توفيت زوجتي في الولادة وتركت لي رضيعة، فكيف أتصرف؟

السؤال

إخواني المختصين في هذا المجال، أهلاً وسهلا بكم، أريد أن أستشيركم بما حدث لي:

إنني تزوجت قبل سنة ونصف بفتاة تقية صالحة، وعشنا معاً مدة عشرة أشهر وبضعة أيام، وبعدها ماتت بعد الولادة مباشرة رحمها الله! ولدي الآن طفلة سميتها نورا، وقد مضى على الحادث أربعة أشهر وأيام!

وأريد أن أستشيركم بما يجب علي أن أفعل لها، وماذا أفعل لبنتي الصغيرة نورا، وماذا أفعل بنفسي؟ علماً أنني دائم التفكير بها، وحتى الآن أظن أن الحادثة كلها حلم في حلم! ولله الحمد في الأولى والآخرة، وإنا لله وإنا إليه راجعون!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبده حمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يرحم زوجتك وأموات المسلمين، وعليك أن تردد في يقين وصية نبينا الأمين لمن تعرض لفقد عزيز أو ضاع منه شيء ثمين: (اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها)، وردد مقولة أهل الإيمان: (لله ما أخذ وله وما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى) وعليك بالصبر والاحتساب، فإن الله يعطي الصابرين بلا حساب.

وأرجو أن تسارع في البحث عن زوجة صالحة تواصل معها المشوار، وتعينك –بعد الله– على تربية نورا، نور الله قلبك وقبلها، وحبذا لو كانت من أخوات وقريبات زوجتك الأولى حتى تستطيع أن تحسن التعامل مع نورا وتشبعها بعاطفة الأمومة فإن الخالة أم.

وإذا وجدت صاحبة الدين فإنها أعرف بحق اليتيم، وهي خير لك على طاعة العظيم، وعليك بكثرة الدعاء وحسن الوفاء لزوجتك الأولى، فإن الوفاء للزوجة الصالحة يمتد بعد وفاتها كما فعل رسولنا صلى الله عليه وسلم مع خديجة رضي الله عنها، حيث كان يكثر من ذكرها ويثني عليها ويكرم صويحباتها ويرحب بأخواتها، ومنه -بأبي هو وأمي- تتعلم الدنيا الإحسان والوفاء، والصبر والعطف على الضعفاء، أما نورا، فنسأل الله أن ينبتها نباتاً حسناً، وأن يعيذها وذريتها من الشيطان الرجيم.

ونحن إذ نشكر لك صدق مشاعرك ونرحب بك في موقعك، ونتمنى أن تتذكر أن هذه هي الدنيا دار الفناء، وأنها لو دامت لغيرنا لما وصلت إلينا.

وأرجو أن يكون في وفاتها موعظة لنا ولك، ونسأل الله أن يلهمنا رشدنا وأن يرزقنا جميعاً الهدى والتقى، وأن يجعلها ممن إذا ابتلي صبر، وإذا أعطي شكر، وإذا أذنب استغفر، وتذكر مصابنا بالنبي صلى الله عليه وسلم، واعلم أن الصبر عند الصدمة الأولى، وواظب على الأذكار وصلي وسلم على نبينا المختار،نسأل الله أن يجمعنا به في خير دار.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً