الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأسباب المعينة للفتاة على نسيان من وعدها بالزواج ثم نكث

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
أرجو أن تكونوا لي متفهمين، ففي الأسابيع الماضية قمت بالتعرف عن قرب بزميل لي، ورغم أنني أعمل معه مدة عام واحد، لكن في الأيام الأخيرة تقرب مني على أساس أنه يريد خطبتي، مع العلم أنه متدين.

فتوكلت على الله وقلت: ربما يكون هادياً لي، فسهلت له ما كان يراه صعباً، وقلت له: نعمل كما قال الحبيب المصطفى ولن أكثر عليك في المهر ومستلزمات العرس، فكان سعيداً وموافقاً على هذا.

وبعد أن وضعت له الأمان، جاءني يوماً وقال لي أنا لم أعدك بشيء، ومن الأفضل أن نبقى أصدقاء فقلت له: نعم. لكن إحساسي نحوه يزداد يوماً بعد يوم، لا أقول بأنني أحس بكره نحوه، إنما بشيء ليس بجيد! مع أنني مسالمة مع جميع الناس، فماذا على أن أفعل وهو يعمل معي؟ ولا أريد غضب الله علي، ولا غضب الإنسان؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رانية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن المرأة إذا طلبت رضوان الله رضي الله عنها وأرضى عنها الناس، فلا تقدمي التنازلات، وحافظي على حيائك وقيمك الفاضلات، وارفعي أمرك إلى من يقضي الحاجات ويوفق للخيرات، ولا تتوسعي في العلاقات، واعملي الخير، واجعلي نيتك في الصالحات، ومرحباً بك في موقعك بين آباء وإخوان، يتمنون لك التوفيق إلى الطاعات، ويسعدهم أن يرزقك الله بزوج صالحٍ يأخذ بيدك إلى المكرمات، ويعينك على طاعة رب الأرض والسماوات.

وأرجو أن تحافظي على بعدك عن الشباب، فإنهم يجرون خلف من تبتعد عنهم ويحترمونها، ويهربون ممن تجري خلفهم.

وقد أسعدني عدم الإحساس بزميل العمل إلا بعد أن تقرب يريد خطبتك، وحبذا لو قلت له: إذا رغبت فيَّ فوالدي فلان وأخي فلان ودارنا في ذاك المكان، فإن هذا يكسبك ثقته، ويكشف لك جديته وحقيقته، ويرفع قيمتك عند أهلك، ويجلب لك قبل ذلك رضوان ربك.

وعليه فنحن نطالبك أن تبتعدي عنه ليقترب إن كان فيه خير أو ينصرف، كما نتمنى أن تقدمي عقلك على عواطفك، وأن تشغلي نفسك بعملك، وتعمري قلبك بالإيمان بربك، وتشغلي لسانك بذكر خالقك، ولا تسايري عواطفك؛ فإن ذلك خصم على سعادتك، ونسأل الله أن يلهمك رشدك، واعلمي أن العلاج سهل في البداية، لكن مشاعر الود إذا تمكنت في القلب أتعبت بل وأهلكت.

ومما يعينك على النسيان بعد توفيق المنان ما يلي:

1- اللجوء إلى مصرف القلوب.

2- تجنب الوحدة فإن الشيطان مع الواحد، مع ضرورة اختيار صديقات صالحات.

3- غض البصر عنه وعن غيره، وجعل العلاقة في حدود العمل، وحبذا لو تمكنت من الانتقال إلى موقع آخر.

4- الاهتمام بتجويد العمل وشغل النفس بالخير قبل أن تشغلك بغيره.

5- التفكير في العواقب وتجنب ما يجلب المتاعب.

6- الاقتراب من والدتك ومشاورة أهلك في مثل هذه الأمور.

وقد أفرحني ما عندك من حياء منعك من الإفصاح عن شعورك تجاه ذلك الشاب، وأبشري فإن الحياء لا يأتي إلا بخير، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، ثم يرضيك به، وأن يرزقك الهدى والتقى والعفاف والغنى.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً