الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرغبة في اعتزال الناس وكيفية التخلص منها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قبل أن أسأل أريد أن أشكركم من كل قلبي لأنكم حقاً تريدون الأجر والثواب.

مشكلتي هي وحدتي 24 ساعة وأنا لوحدي، لا أحب أن أشارك أهلي في جلساتهم، مع أني كنت اجتماعية قبل ذلك، وآلان طوال الوقت غضبانة متنكدة فقط أصرخ على أهلي، وأشعر أني أفهمهم غلط، وما أقدر أفهمهم.

أرجوكم ساعدوني فحالتي ضعيفة جداً، وأريد وسائل علمية لمشكلتي أو أي شيء يفيدني.

وآسفة جداً على الإطالة. وجزاكم الله خيراً.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فهذا الشعور الإحباطي الذي انتابك، من الواضح أنه مكتسب أو هو شعور ثانوي، حيث أنه ليس من فطرتك الشعور بالوحدة أو الانعزال أو عدم التفاعل مع الآخرين، فلابد أن يكون هنالك سبب لذلك، أنت الآن من الواضح أنك تمرين بحالة اكتئابية، أتمنى أن تكون بسيطة، ومن أفضل وسائل علاج الاكتئاب هي أن نبحث في أسبابه إن وجدت.

وعليه أرجو أن تحاولي أن تنظري إذا كانت هنالك أي صعوبات ما قد واجهتك، في بعض الحالات يكون السبب من الأمور البسيطة جدّاً، فقط الإنسان لم يلتفت لها أو لم يعرها الانتباه المطلوب، ويحدث نوع من الاحتقان والتراكم الداخلي في داخل النفس الإنسانية، وهذا قد يؤدي إلى الاكتئاب في حد ذاته، وفي حالات كثيرة لا يوجد أي سبب، هذه هي البداية التي أحب أن أقولها لك.

الشيء الثاني: لابد أن تكوني أكثر إيجابية، أنت الحمد لله في مقتبل العمر وطالبة وأمامك أشياء إن شاء الله طيبة وجميلة وكثيرة جدّاً في الحياة، فلا داعي أبداً لهذا الشعور بالإحباط والنكد والانعزال، أنت إن شاء الله أمامك أيام وأوقات طيبة فيجب أن تكوني أكثر تفاؤلاً.

هنالك أمور أساسية أيضاً لابد أن تقومي بها، وهي أن تضعي لنفسك برامج يومية، ألزمي نفسك بها، قولي سوف أذهب وأزور صديقتي أو أحد أرحامي، وحتمي على نفسك، وربما تجدين صعوبة شديدة في ذلك في أول الأمر، ولكن بعد ذلك صدقيني بعد أن تبدئي سوف تجدين أن الأمر قد تيسر تماماً.

هذه التمارين الاجتماعية التأهيلية هي ضرورية جدّاً جدّاً، عليك أيضاً أن تنظمي وقتك، وأن تركزي على الراحة والرياضة والترفيه عن الذات، والدراسة، والعبادة، كلها أمور يجب أن تمشي مع بعضها البعض، هذا سوف يرفع من الكفاءة النفسية لديك، وهذا إن شاء الله سوف يمنع هذا الشعور السلبي.

أرجو أن أؤكد لك أن حالتك إن شاء الله ليست ضعيفة وإن شاء الله ستكونين على خير.

أرى أنه سيكون أيضاً من الأفضل لك أن تتناولي أحد الأدوية التي سوف تساعدك إن شاء الله حتى تكوني أكثر انفتاحاً وأكثر تفاؤلاً وتزيل عنك هذه الغشاوة في المزاج.

الدواء الذي أود أن أصفه لك يعرف باسم بروزاك، أرجو أن تبدئي في تناوله بمعدل كبسولة واحدة في اليوم، وقوة الكبسولة هي 20 مليجراماً، تناوليها بعد تناول الأكل، استمري على هذه الكبسولة يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك خفضي الجرعة إلى كبسولة يوماً بعد يوم لمدة شهر أيضاً، هذا الدواء من الأدوية البسيطة والفعّالة والسليمة جدّاً.

أخيراً: أسأل الله لك الشفاء وأرجو أن تكوني أكثر تفاؤلاً، وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً