الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أثر السبراليكس على الرغبة في الجماع

السؤال

في البداية أشكر كل القائمين على هذا الموقع وأسأل الله أن يجزيهم كل خير.

أما سؤالي: فأنا أستخدم علاج سيبرالكس 10 بمعدل حبة واحدة يومياً، وقد قمت بالزواج مؤخراً ولكني أشعر بقلة الرغبة في الجنس، وعدم القدرة على الانتصاب، فهل هذا العلاج يسبب مثل هذه المشاكل أم أني أعاني من مشكلة جنسية بالأصل؟ وهل إذا أوقفت هذا العلاج سأعود إلى طبيعتي الجنسية؟ وإذا أردت أن أوقف هذا العلاج هل أستطيع أن أوقفه فجأة بدون تدرج في إيقافه دون أن يسبب لي مشاكل أخرى؟ وكم هي المدة الأصلية كي يستفيد الشخص من العلاج؟ فقد طلب مني الطبيب أن أستمر على هذا العلاج 6 أشهر، وأنا الآن أصبحت في الشهر الثالث من استخدامه.

وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيراً على سؤالك، ونسأل الله تعالى أن يكون زواجك زواجاً مباركاً.

أخي: حقيقة السؤال الذي سألته يعتبر سؤالاً هاماً وذلك نسبة لاعتقاد الكثير من الناس أن الأدوية النفسية ربما تكون معطلة أو مخلة بالأداء الجنسي، نحن نعترف وبصورة واضحة أن بعض هذه الأدوية ربما تقلل من الأداء الجنسي، والرغبة الجنسية، ولكن ليست بالمبالغة التي يتحدث عنها الكثير من الناس.

أنا أرى أن بعض الأدوية ربما تقلل قليلاً من الرغبة الجنسية ومنها السبراليكس، ربما يقلل الرغبة الجنسية بنسبة 5% في 5% من الرجال، إذن هذه نسبة قليلة جدّاً، ولكن تأتي المعضلة في أن الإنسان حين يسمع هذا الكلام سوف يبني في فكره ويتطور الجانب النفسي لديه، وتكون هنالك حواجز نفسية نحو المعاشرة الزوجية، إذن العامل النفسي هو الذي يؤدي إلى الصعوبات أكثر من العامل الدوائي في حد ذاته.

وهنالك شق آخر: أن الإنسان إذا تناول الدواء في الأصل لعلاج الاكتئاب فإن الاكتئاب في حد ذاته يعتبر من أكبر مقللات الرغبة الجنسية، الاكتئاب النفسي يفقد الإنسان الرغبة الجنسية تماماً، - فيا أخي - ربما يكون بالنسبة لك أن الحالة التي تعاني منها ما زالت موجودة، ثم بعد ذلك حدث أثر بسيط جدّاً يمكن تجاهله من الدواء، ثم بعد ذلك أتى العامل النفسي، وهو الاعتقاد أن الدواء هو الذي قام بتقليل الرغبة الجنسية، وهذا كما ذكرت لك عامل مهم؛ لأن الخوف من الفشل يؤدي إلى الفشل فيما يخص المعاشرة الجنسية.

أخي: المقاييس التي نراها في القوة الجنسية بالنسبة للرجل إذا حدث انتصاب مرة واحدة كل شهر في الصباح فهذا يعتبر كامل الذكورة (هذه ليست مبالغة أبداً).

الذي أرجو أن أنصحك به هو أن تحاول أن لا تراقب أداءك الجنسي، هذا شيء مهم جدّاً.

الشيء الآخر: هو لا بد أن ترفع من ثقافتك الجنسية قليلاً، أخي أنا متأكد أنك رجل واعي وتعرف هذه الأشياء ولكن لا بد أن يكون هنالك نوع من التلاطف والمداعبة للزوجة، ولا بد أن تعطي الزوجة الحرية والتشجيع في أن تتبادل معك هذه المداعبة، هذا أمر مشروع جدّاً وأمر طبيعي جدّاً ونحن نشجع عليه.

الشيء الآخر يا أخي: إذا أنت رأيت أن الأمور بالصعوبة الشديدة التي يجب أن تتوقف عنها من الدواء فلا مانع من ذلك، ولكن لا بد أن تستشير الطبيب الذي بدأ لك العلاج، والدواء البديل للسبراليكس هو الفافرين، الفافرين دواء قريب من السبراليكس، ربما لا تكون فعاليته مطابقة للسبراليكس ولكن يعرف عنه أنه لا يسبب أي صعوبات فيما يخص المعاشرة الزوجية، وجرعته هي 50 مليجرام ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى 100 مليجرام ليلاً بعد الأكل لمدة ستة أشهر، بعدها يخفض الدواء إلى 50 مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم بعد ذلك يمكن للإنسان أن يتوقف عنه.

بالنسبة لسؤالك: ما هي المدة الأصلية لكي يستفيد الشخص من العلاج؟ أخي: هذه الأدوية تعمل عن طريق ما يعرف بالبناء الكيميائي، السبراليكس يعتبر من الأدوية السريعة جدّاً نسبياً، ونحن نقول دائماً أن معظم الناس تبدأ عليهم أعراض التحسن بعد أسبوعين من تناول الدواء.

هنالك دراسات ظهرت في الستة أشهر الأخيرة أشارت بأن الجرعة الفاعلة للسبراليكس هي 20 مليجرام وليست 10 مليجرام، ولكن في كل الأحوال يجب أن يبدأ الإنسان بجرعة صغيرة – وهي 10 مليجرام – أو في بعض الحالات ننصح بأن تكون البداية 5 مليجرام لمدة يومين أو ثلاثة، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى 10 مليجرام.

أما كيفية التوقف عن السبراليكس فالتدرج دائماً أفضل، بالرغم من أن السبراليكس لا يسبب أعراضا انسحابية مثل الإيفكسر أو الزيروكسات، وطريقة التدرج لإيقاف السبراليكس هي إذا كانت الجرعة 10 مليجرام، يمكن أن تخفض هذه الجرعة إلى 5 مليجرام - أي نصف حبة – لمدة أسبوع، ثم 5 مليجرام يوماً بعد يوم لمدة أسبوع، ثم يتوقف الإنسان عنه.

أسأل الله لك التوفيق والشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً