الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خائف من الفتنة بسبب عدم جمال خطيبتي، فبماذا تشيرون علي؟

السؤال


السلام عليكم..

تقدمت لخطبة فتاة وكان اختياري على أساس الدين والخلق إلا أنها ليست جميلة، وأنا أعلم أن نفسي تحب الجمال وأخاف إن تزوجتها من الفتنة، ولا أريد التقصير في حقها وكفران عشرتها، وإن لم أتزوجها أندم عليها، وقد طالت مدة الخطبة وأنا في حيرة من أمري.

أرشدوني في أمري جزاكم الله خيراً وجعل لكم من كل ضيق مخرجا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الإمام أحمد - رحمة الله عليه - لما أراد الزواج أرسل من تخطب له من قريباته، فجاءت وقالت له: وجدت لك فتاتين، إحداهما بارعة في جمالها ضعيفة في دينها، والثانية قوية في دينها متوسطة في جمالها، فقال الإمام: أريد صاحبة الدين.. وتلك وصية رسولنا الأمين، فعاش معها ثلاثين من السنين، وعاش معها في سعادة ويقين، وقال يوم وفاتها للمعزين: والله ما اختلفنا في كلمة، بل كانت من أسباب ثباته وإبداعه وإشراف نفسه بعد توفيق ربه.

ولا يخفى عليك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولجمالها، ولحسبها - وهذا ما يطلبه الناس عادة - ثم قال: ولدينها، ثم وجهنا فقال: فاظفر بذات الدين ترتب يداك). وهل يغني المال أو الحسب والجمال إذا لم يكن معه دين، كما أن جمال الجسد عمره محدود، وجمال الروح بلا حدود، ولذلك فالجمال الحقيقي هو جمال النفس، وذلك بكمال الخلق والإيمان، وهل يمكن أن يستفيد الرجل من جميلة متكبرة غافلة مقصرة، ولكن إذا اجتمع الجمال والدين فذلك خير إلى خير، وقد أحسن من قال:
ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا *** وما أقبح الكفر والإفلاس بالرجل

والإنسان لا يندم إذا اختار صاحبة الدين، فلا تتردد في التمسك بصاحبة الدين، واعلم أن معها مثل ما مع غيرها من النساء، وتزيد عليهن بطاعتها لله، وبخوفها من الله، فكيف تتخلى عن صاحبة الدين، واعلم أن الذي يتزوج من الجميلة سوف تصبح غداً عادية، ولكن الدين يصل الدنيا بالآخرة، ويحقق السعادة والأمن والطمأنينة.

فاتق الله في نفسك، وأكثر من التوجه إلى من يوفق للخير، وكن عوناً لزوجتك على طاعة الله، وشجعها لتدعو إلى الله.

ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً