الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حالة عصبية شديدة تمنع من الكلام وتحرك اللسان لاإراديا

السؤال

سيدي الفاضل الدكتور/ محمد عبد العليم

أنا صاحبة الاستشارة رقم: 260837 وأريد شكرك شكراً جزيلاً على الرد، فأنت لا تعرف كيف أرحتني راحة شديدة، وأنا ما زلت أعاني مما أنا فيه، وبالفعل دون أن أقرأ الرد كنت قد بدأت بتغيير نفسي، والتفكير في أن هناك شيئاً جميلاً سوف يأتي.

ولكن ما يرهقني الآن هو الحالة العصبية ((إلا في زوري)) فهي عبارة عن (زنبلك شغال)، آسفة على التعبير ولكن أعني حالة شديدة وصلت بي إلى درجة عدم القدرة علي إخراج الكلام، وتنتقل إلى لساني بتحريكه حركات لا إرادية، ثم إلى شفتي كأني أفعل مثل الأرنب بضم وفتح شفتي وهذا يحرجني!

وأحياناً فرك شديد في أصابعي وكأني أريد أن أقطعه، فما معني ذلك؟ هل الحالة ساءت؟ إن نظرتي للحياة شبه تغيرت، ولكن هذه الحالة هي التي تزعجني، أريد أن أرجع إلى طبيعتي فأنا أنام وأحلم بأيامي السابقة، وأني فعلاً كنت في نعمة لم أعرفها إلا بعد فوات الأوان، وهذا يعلمنا ألا نسخط أبداً علي حالنا.

فهل سيدي الدكتور، إذا تابعت الدواء ستزول هذه الحالة بإذن الله؟ أم هنالك علاجاً آخر لهذه الحالة؟ بمعنى فأنا قد تعافيت من ناحية الحياة بنسبة: 60 في المائة، وهل تنصحني بأخذ الدواء فعلا؟ وإن كان له دور في هذه الحالة، فهل يمكن أخذه مع أنه غال يا دكتور؟

وشكراً لك، وأدعو الله أن يبارك فيك ويعطيك الصحة والسعادة على الدوام، وجعله في ميزان حسناتك يا رب العالمين، وأرجو من حضرتك سرعه الرد لأني تعبانة جداً!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السعيدة بإذن الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أقدر مشاعرك، وأتمنى ألا تشيري لنفسك بالمعذبة، فنحن نستعيذ بالله من العذاب، والمؤمن دائماً يكون متفائلاً ويأمل أن يكتب الله له السعادة والخير دائماً، إذن أنتِ لست معذبة بإذن الله تعالى!

نعم، الأعراض قد تزعج الإنسان وتسبب له الكثير من المضايقات والشعور بالإحباط، ولكنها - إن شاء الله - تؤخذ في نطاق الابتلاءات البسيطة، والصبر دائماً فيه الرحمة وفيه الحكمة وفيه الشفاء إن شاء الله، وحالتك - إن شاء الله - ليست بالخطورة، هي قد تكون مزعجة لك بعض الشيء، وكل إنسان يبحث نحو أن يكون في كامل صحته، وهذا نوع من الأمل المشروع في رأيي، ولكن الإنسان قد يصاب بشيء ما في حياته، فأرجو ألا تنزعجي مطلقاً.

بالتأكيد أنا أؤيد جدّاً أن تستمري على العلاج، ولابد للدواء أن يأخذ فرصة كاملة حتى نعرف نتائجه؛ لأن هذه الأدوية تعتمد كثيراً على البناء الكيميائي، ومعظم هذه الأدوية لا نرى فعاليتها قبل ثلاثة أو أربعة أسابيع، وفي بعض الحالات قد يتطلب الدواء مدة أكثر من ذلك.

أنت والحمد لله لديك الكثير من بوادر التحسن، ولكن لابد أن تبعثي الأمل على الشفاء، الأمل طاقة جبارة وفعّالة ونعمة كبرى وهي حقيقة الركيزة الأساسية للتحسن.

هنالك أبحاث تشير إلى أن الذين لديهم التصميم والعزيمة والاستعانة بالله على الشفاء والإصرار على ذلك حتى الذين أصيبوا بالأمراض السرطانية وخلافه تحسنت حالتهم أو تم شفاؤهم، إذن الإصرار على التحسن يعتبر هو مفتاح التحسن.

أتفق معك، فقد تكون هذه الحركة التي باللسان مزعجة، ولكن آمل كثيراً أن استعمال الدواء سوف يزيل هذه الحالة بإذن الله تعالى، فعليك مواصلة العلاج، وألا تستسلمي مطلقاً، وأرجو أن تجعلي الخير يتغلب على المشاعر السلبية.

جزاك الله خيراً على صالح الدعاء، ونسأل الله أن يتقبل منا ومنك وأن يكتب لك السعادة، وأؤكد لك أنك لست معذبة إن شاء الله، ونسأل الله أن ينجينا من عذاب الآخرة.

وبالله التوفيق!

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً