الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التصرف مع مخالفات الأقارب؟

السؤال

السلام عليكم..

كيف أتصرف في مثل هذا الموقف؟

حاولت مع أهلي كي يتركوا المعاصي المتفشية في مجتمعنا، ومن أمثلتها التعامل مع البنوك الربوية بحجة عدم وجود بنوك إسلامية وللضرورة، والاستماع للأغاني، ومشاهدة الأفلام والمسلسلات، بحجة مشاهدتها بدون شهوة، ومصافحة الرجال للنساء والعكس، وعدم التزام النساء بالحجاب الشرعي، حاولت معهم بالمحاضرات والكتيبات، وأحضرت لهم فتاوى لكبار العلماء لكن دون جدوى فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن العلاج الناجح والنافع يحصل بالاستمرار في دعوتهم واستخدام الأساليب المختلفة في نصحهم بعد التوجه إلى ربك وربهم، ومرحباً بك في موقعك وهنيئاً لك بعلو همتك وشكراً لك على نيل رسالتك.

ونسأل الله أن يقر عينك بهدايتهم وأن يجعل ذلك في موازين حسناتك، ولا يخفى على أمثالك أن الطبيب الناجح يبدأ بعلاج أخطر الأمراض قبل غيرها حتى لا يهلك المريض، وذلك يفعله الداعية الحصيف، وأرجو أن تعلم أن الإيمان للإنسان كالمناعة للأبدان، وقد قال الأطباء: (الجراثيم تملأ الفضاء، ولكن لا يصاب بالأمراض إلا من فقد المناعة) وابتعد عن مراقبة من لا يغفل ولا ينام، فذكرهم بالله وخوفهم من غضبه وعقابه، وترفق بهم، وأخلص لله في دعوتهم، فإن كلام المخلص يصل إلى القلوب.

كما أرجو أن تحرص على دعوة من تتوسم فيه الخير ليكون إلى جوارك، وذكرهم بنعم الله العظمى عليهم، وابدأ بنفسك وأظهر لهم الشفقة والحرص، ولا شك أن هذه المخالفات خطيرة، ولكن بالدعوة والدعاء والصبر والاجتهاد بعد توفيق الله سوف تصل إلى الخير، ونحن نتمنى أن تشجع كل خطوة إيجابية وتختار الأوقات المناسبة والألفاظ اللائقة والمدخل الحسن.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله وبالحرص على طاعته وعليك بالإحسان فإن الله سبحانه مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.

وأرجو أن تفهم ما قاله العلماء ثم تعرضه عليهم في لطف وهدوء، واجعل بين يدي ذلك الإحسان إليهم.

وبالله التوفيق والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً