الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المرأة وكيفية تجنب اهتمام الرجال بها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف يمكن للمرأة تجنب اهتمام الرجال بها، بالرغم من أنها ملتزمة، فذلك يضايقها ويكدر عليها عيشتها في مجال علاقتها مع الله، وفي مجال رسالتها الدنيوية، فكيف لها أن تحول ذلك الاهتمام إلى شيء مفيد لها في دينها ودنياها؟!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الله سبحانه وتعالى فطر الرجل على الاهتمام بالمرأة، وفطر المرأة على ذلك، وبهذا يعمر الكون، كما أن سعادة المرأة في أن تكون مذكورة بالخير والصلاح، محتشمة في زيها مطيعة لربها الفتاح، مواظبة على أذكار المساء والصباح، ساعية إلى الخير والفلاح، فإن فعلت ذلك كانت مطلوبة عزيزة، وإن تخلت عن حجابها وابتعدت عن دينها كانت طالبة ذليلة، كالعلكة تلوكها الألسن ثم ترمي بها في القمامات، وهذا ما لا يريده الإسلام العظيم للمرأة المسلمة.

ولا يخفى على أمثالك ما في الزواج من استقرار وسكينة، وعون على طاعة الله جل جلاله، وإذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وأدت زكاة مالها، وأطاعت بعلها دخلت جنة ربها، كما أن طاعة الزوج والإحسان إليه من طاعة الله الذي أمر بذلك.

ولن يضر المرأة اهتمام الرجل بها؛ لأن ذلك مدخل إلى طلب يدها، ولكن الشر في حرصها على لفت أنظار الرجال وإثارتهم بعطرها ومشيها وتبرجها، وقد نهى الله المؤمنات عن كل ذلك فقال سبحانه: ((وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ))[النور:31]، ويمكن للمرأة أن تحول ذلك الاهتمام إلى شيء مفيد بقبولها بصاحب الدين، وبتمسكها بشرع الله المجيد الذي أمرها أن تتمسك بحجابها، وأن تبتعد عن مواطن الرجال، وتكف عن النظر إليهم وتتجنب الكلام معهم إلا في الحدود المشروعة دون خضوع في القول أو فحش في اللفظ، ولكن كما قال الله: ((وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا))[الأحزاب:32].

وأرجو أن تعمري قلبك بمحبة الله وتشغلي نفسك بذكره، وسوف يأتيك ما قدره لك الله، ولن يحدث في كونه إلا ما أراده، وسوف يتولى الله أمرك إذا جعلت همك طاعة الله، واجعلي محابك تنطلق من حبك لله، وأحبي والديك كما أمرك الله، وامنحي من حبك لزوجك المطيع لله، وأحبي صديقاتك بمقدار قربهن من الله.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، فإن الله ييسر أمر أهلها ويخرجهم من الأزمات، قال تعالى: ((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ))[الطلاق:2-3].

ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً