الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابتلاء المسلم في دينه ودنياه.. آثاره وكيفية التعامل معه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل هناك ابتلاء يمنع الإنسان من الحياة، كمزاولة العمل والزواج؟ وأن يكون إنساناً ناجحاً في مجتمعه ودينه؟ وهل من يمنعه الابتلاء من ممارسة حياته الطبيعية يعتبر ضعيف الشخصية، رغم أنه إنسان مؤمن وملتزم بدينه، وله رغبة في تحقيق كثير من الأمور الدينية والدنيوية، لكن كل الطرق يجدها مسدودة بسبب هذا الابتلاء.

فمثل هذا الإنسان، ماذا يفعل حتى يخرج من هذه المتاهة، ويستفيد من وقته الذي يضيع منه؟ هو يدعو الله في كل صلاة أن يرفع عنه هذا الابتلاء الذي تأذى منه كثيراً بسبب الناس الذين وجد في مقاطعته لهم راحة نسبية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أنيسة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك وأن ييسر أمرك، وأن يجعل لك من لدنه وليّاً ونصيراً، وأن يذهب همك ويريل غمك!

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه ومما لا شك فيه أن الابتلاءات منها ما هو كبير ومنها ما هو صغير، إلا أن من رحمة الله وفضله أنه لا يبتلى العبد بابتلاء فوق طاقته وإيمانه، وإنما نصت السنة على أن الإنسان يبتلى على قدر إيمانه، فمن قوي إيمانه اشتد بلاؤه ومن ضعف إيمانه خف بلاؤه، وهناك نقطة أخرى لا ينبغي أن نتغافل عنها ألا وهي أن الابتلاء من أعظم علامات محبة الله لعبده، وهذا ما نطقت به السنة، حيث قال صلى الله عليه وسلم: (إذا أحب الله قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط).. وسيرة الأنبياء والرسل أصدق برهان على ذلك، فالابتلاء من أعظم علامات محبة المولى لعبده.

وأما عن أثر البلاء على العبد، وأنه هل من الممكن أن تصل درجة شدته إلى أن يمنع العبد من ممارسة حياته بصورة طبيعية؟ فالجواب نعم، وخير مثال على ذلك نبي الله أيوب عليه السلام، إلا أن ذلك لا يعتبر بحال من علامات ضعف الشخصية، وإنما هو من أقدار الله المؤلمة التي أمر العبد أن يجتهد في دفعها وعلاجها، مع ضرورة الصبر والرضا حتى لا يحرم الأجر والثواب. والذي يجب على الإنسان المبتلى أن يفعله، إنما هو أن يصبر ويرضى عن الله ولا يسخط على قضائه وقدره.

وثانياً: أن يكثر من الدعاء والتضرع أن يرزقه الله الصبر وأن يدفع عنه هذا البلاء.
ثالثاً: أن يأخذ بأسباب العلاج التي تتناسب مع هذا البلاء.
رابعاً: لا مانع من أن يلتمس الرقية الشرعية من بعض الثقات لاحتمال أن يكون هذا البلاء سببه إما حقد أو حسد أو غير ذلك.

مع تمنياتنا لك بالثبات وصلاح الحال ورفع البلاء.
وبالله التوفيق!

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً