الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما تأثير تناول دواء (الزيروكسات) على الجنين؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

وجزاكم الله خيراً على هذا الموقع المميز، وبعد:

عندي عدة أسئلة وهي:

1- لقد كنت أتناول دواء (الزيروكسات) وهذا بإشارة منكم، فلقد تناولته بمعدل نصف حبة لمدة أسبوعين ثم حبة كاملة لمدة أربعة أشهر، لكنني توقفت عن تناول الدواء لأنني حامل في الشهر الأول، وهذا الشهر داخل في مدة العلاج، أي تناولت الدواء وأنا حامل، لأنني لم أعلم بالحمل إلا مؤخراً، فلذلك أخاف من هذا الدواء، فهل هناك خطر على الجنين من هذا الدواء؟

2- بعد تناولي لهذا الدواء لم أحس بأي تغير في حياتي، فما هو السبب؟ وهل له تأثير على صحتي؟!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالمبدأ العام هو أن لا يتناول الإنسان بعض الأدوية في أثناء فترة الحمل، وخاصة فترة الأربعة أشهر الأولى، فهذا أمر طبي عام، ولكن كثيراً من الناس يحتاج للأدوية ويأخذ الأدوية في فترة الحمل، والحمد لله الآن أصبح الطب بوسائله الحديثة يستطيع الوصول إلى معرفة ما إذا كان الدواء سوف يضر أم لا.

والذي أود أن أؤكده لك وبصدق كامل أنه إن شاء الله لن يحدث لك أي تأثير سلبي لا عليك ولا على الجنين؛ لأن المدة التي أخذت فيها الزيروكسات هي فترة قليلة جداً في أثناء الحمل، هذا أولاً.

وثانياً: لم تسجل أي دراسة تثبت أن الزيروكسات تؤدي إلى خلل في تخليق الأجنة وتكوينه، ولكن الشركة المصنعة لا زالت تقول أنه لا يستحسن تناوله أثناء الحمل، وذلك لأنه لم يثبت لديها سلامته أو عدم سلامته، ولكن الذي نقوله أن هذا الدواء ظل لمدة عشر سنوات في الأسواق ولم يُسجل ضده أي حوادث في أثناء الحمل، لكن شركات الأدوية دائماً في حالة الحذر خوفاً من المساءلة القانونية.

إذن؛ أرجو أن تطمئني تماماً أن هذا الدواء لن يؤذي جنينك مطلقاً، والذي أرجو أن تقومي به وهو من أجل التحوط ومن أجل أن تكوني أكثر طمأنينة هو أن تذهبي إلى الطبيبة النسائية التي سوف تقوم بمتابعة الحمل والفحص وتقوم بإجراء الصورة التليفزيونية المعروفة بـ(التراساوند)، وهذه الصور تتابع المراحل التخليقية والتكوينية للأجنة، وحتى تكوني أكثر اطمئناناً أرجو أن تتابعي مع الطبيبة لإجراء اللازم معك من فحوصات وتصوير للأجنة، فهذا أمر أرى أنه سيكون مطمئنا لك وهو بالطبع من المتطلبات للمرأة الحامل، خاصة في عصرنا هذا، حيث أن الإمكانات أصبحت متوفرة لإجراء هذه الفحوصات.

والشيء الآخر الذي أود أن أؤكده لك أن الزيروكسات لا تحمل إي إفرازات ثانوية، بمعنى أنه بعد أن توقفت عنه فمعنى ذلك أنه قد اختفى تماماً من الدم، وهذا ضمان آخر يجعلنا مطمئنين بالنسبة للجنين.

وأمر آخر أنه بفضل الله تعالى أن فترة الحمل هي بصفة عامة تقل فيها الآثار النفسية، خاصة الاكتئاب والتوتر والمخاوف، وبذلك لن تحتاجي للأدوية في هذه الفترة.

وأما قولك أنك لم تتحسني في الفترة السابقة فلا أستطيع أن أجيب عليه إلا أن أقول لك أن هذه الأدوية تفيد معظم الناس، ولكن هناك أقلية من الناس قد لا تفيدهم، أو ربما أن ظروف حياتك كانت غير مواتية، مما سبب لك بعض الضغوط النفسية، كما أن أمر التحسن والتغيير في الطب النفسي يعتبر أمراً نسبياً، فنحن نرى أن الإنسان حتى إذا تغير أو تحسن بنسبة 5 إلى 10% يعتبر في حد ذاته إنجازاً كبيراً، والتحسن حين يبدأ سوف يتبعه المزيد من التحسن.

وعموماً في هذه الفترة أرجو أن توجهي اهتمامك نحو الحمل، ونسأل الله لك التوفيق وأن يرزقك الذرية السليمة في صحتها والطيبة في دينها ودنياها.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً