الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإحساس بالنفاق رغم فعل الطاعات

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 23 عاماً، وأنا محجبة وأقوم بصلواتي كلها حتى النوافل، وكذلك أصلي الفجر يومياً في وقته، وأقرأ القرآن دائماً، وأسبح في الصباح والمساء وأدعو الله دائماً أن يسامحني.
ومشكلتي أنه دائماً يتردد بداخلي صوت يقول: إني منافقة، وإذا تأخرت عن وقت التسبيح أحس بذنب فظيع وأن الله غاضب مني، فأرشدوني ماذا أفعل؟!
جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Amina حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فقد سجلت لنفسها براءة من النفاق من واظبت على الصلاة وخاصة صلاة الفجر، وقد قال ابن عمر: (كان الرجل إذا تغيب عن صلاة الفجر أسأنا به الظن)، يعني: اتهموه بالنفاق، فكيف إذا أكثرت من ذكر الله، فإن الله وصف المنافقين فقال سبحانه: (( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ))[النساء:142]، فلا تستجيبي لوساوس الشيطان، وعانديه بالإكثار من الذكر والتلاوة، فإن ذلك مما يغيظ هذا العدو الذي همه (( لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ))[المجادلة:10].

وأما إحساسك بالذنب عند التأخير في أداء التسبيحات فذلك دليل على ما عندك من الخير، وهنيئاً لك بهذه الروح الطيبة والنفس اللوامة، وأرجو أن تحولي تلك المشاعر إلى عمل واجتهاد حتى يكون الشيطان هو المخذول.

ونحن إذ نرحب بك في موقعك وبين آبائك وإخوانك يسعدنا أن تكون في فتياتنا أمثالك من الحريصات على الحجاب والصلاة في أوقاتها، والأذكار وتلاوة القرآن، ونسأل الله أن يسدد خطاك.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله وطاعته وأرجو أن تشغلي نفسك بالخير وتجنبي الوحدة، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، وحبذا لو حشرت نفسك في مجالس الصالحات، وفي حلق العلم والطاعات.

ونسأل الله لك السداد والثبات.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً