الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشعور بالفتور والبعد عن الله وكيفية التخلص من ذلك

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إخواني الأحبة! أنا أعاني من مشكلة الآن، وهي أنني أمر بفترات لا أشعر فيها بأن علاقتي مع الله جيدة، مع أني ملتزم، فأنا لا أسمع الأغاني، ولا أنظر إلى الفتيات، ولا أعصي الله غالباً، إلا أن لدي بعض المعاصي.
هل هذه المعاصي هي التي تمنعني من الشعور بلذة الإيمان؟ مع أن هذه المعاصي صغيرة، وكنت عليها زمناً، وكنت أشعر بلذة الإيمان، أما الآن فلا أشعر بلذة الإيمان، وأشعر أني منافق، وأن الله يبغضني، وفي بعض الأحيان أشعر بأنني مرائي، مع أني لا أفعل أي شيء رياء، لا أدري لماذا تتولد لدي هذه الأفكار؟!

من قبل كنت أشعر بالسعادة، وأنا ملتزم، الآن التزامي لا يسعدني كما كنت أسعد قبل، لم أعد أشعر أبداً بالشعور القوي تجاه الالتزام، مع أني أحبه كثيراً، وبنفس الوقت أشعر أن قلبي غير طاهر، وأن روحي ما زالت تميل للمعاصي، وفعلاً أنا أميل لبعض المعاصي.
فما الحل بارك الله فيكم؟ وهل شعوري بأن الله يبغضني أو أني منافق هو شعور صحيح؟ وكيف أتخلص منه؟ وكيف أشعر بالسعادة التي كنت أشعر بها من قبل؟
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إحسان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونعتذر تأخر الرد، ونسأل الله أن يثبتك على الحق، وأن يشرح صدرك للإيمان، وأن يحفظك من كل مكروه وسوء، وأن يملأ قلبك حباً له وخشية منه، وصدقاً وإخلاصاً.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فالذي تشكو منه هو ما يعرف بالفتور، وهو سنة من سنن الله في خلقه، أن تأتي لحظات تشعر فيها بأنك تتفجر إيماناً وصلاحاً، ثم تأتي بعدها لحظات تشعر فيها بفتور وتكاسل، وهذه - ولدي إحسان - أمور طبيعية جداً ما دامت لا تؤدي إلى الوقوع في المحرمات، أو ترك الواجبات، وهذا ما عبر عنه حبيبك صلى الله علي وسلم بقوله: ( لكل شيء شرة، ولكل شرة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد هدي، ومن كانت فترته إلى غير سنتي فقد ضل)، والشرة هي القوة والشدة، والفترة هي الفتور والتكاسل، فما دمت لم تقع في المحرمات أو تترك الواجبات، فأنت مازلت على خير من فضل الله، ولكن عليك ألا تستسلم، وإنما يجب عليك البحث عن عوامل السعادة في الأيام السابقة، وما هي أسبابها؟ وحاول استعادتها حتى تعود إليك نفس الحلاوة السابقة، ونفس الشعور السابق.

حاول استرجاع ملفاتك القديمة وسل نفسك: ما هو التغيير الذي طرأ على حياتي حتى فقدت ما كنت عليه من لذة وحلاوة؟ وقطعاً ستتعرف على الأسباب - بإذن الله - والمطلوب أن تضع خطة قصيرة المدى لعلاجها والتخلص منها، كذلك بوضع برنامج إيماني يتناسب مع سنك وظروفك وسوف أساعدك في ذلك كخطوط عريضة يقوى بها الإيمان بصفة عامة:

1-إلزام نفسك بقراءة قدر من القرآن الكريم ولو في حدود جزء واحد يومياً.

2-حافظ على أذكار المناسبات والأحوال خاصة الصباح والمساء.

3- أكثر من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

4- ابحث لك عن صحبة صالحة تقضي معها أوقات فراغك وتطلبون شيئاً من العلم الشرعي.

5- اجتهد في المحافظة على الصلاة جماعة، ولا تنس صلاة لو ركعات معدودات بالليل.

6- احرص على حضور مجالس العلم الشرعي وحاول تطبيق ما تسمع أولاً بأول.

7- حافظ على وقتك من الضياع في أشياء بسيطة، وأملأه بذكر الله على قدر استطاعتك.

8- تضرع إلى الله وألح عليه بالدعاء أن يزيدك إيماناً وأن يذهب عنك هذا الفتور.

9- كل طاعة تؤديها تزيد في إيمانك والعكس كذلك، فاجتهد في الطاعات وتجنب المحرمات.

10- لا تشغل بالك بهذه الوساوس، فهذه الأفكار السلبية كلها من كيد الشيطان، واعلم أن الله يحبك وإلا ما أرسلت لنا هذه الرسالة تبحث عن حل مناسب، واعلم أنك بتنفيذ البرنامج سوف تعود إليك السعادة السابقة، ولكن بصورة أفضل إن شاء الله تعالى.

وبالله التوفيق والسداد!


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً