الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاستفادة من الأخطاء وتدارك ما فات منها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أريد أن أعرف كيف أستفيد من أخطائي؟! خصوصاً وأنها كثيرة وتتفاوت في خطورتها.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ AM حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذا السؤال يدل على أنك وضعت يدك على البداية الصحيحة لرحلة التصحيح، فإن معرفة الإنسان لأخطائه هو أول وأهم مراحل العلاج، والمؤمن لا يلدغ من الجحر الواحد مرتين، ومرحباً بك في موقعك مع آباء وإخوان يسعدهم أن يروك وأنت تسير إلى الأمام وتراقب من لا يغفل ولا ينام.

ورغم أنه لم يتضح لنا نوع الأخطاء إلا أننا ندعوك أولاً إلى التوجه إلى من بيده الخير والتوفيق والنعماء، ومجالسة من يخافون رب الأرض والسماء، والتسلح بالصبر والفهم واليقين والهمة التي تنظر إلى العلياء، واعلم أن الخطأ من طبيعة الإنسان، والإشكال في الاستمرار عليه وعدم الانتباه لخطورته.

وأرجو أن تعلم أنك تحتاج إلى جرعات من الإيمان بالله ومن الثقة في نصره وتأييده والرضى بقضائه وقدره، واعلم أن معظم الناجحين في حياتهم تعرضوا لمحطات من الفشل لكنهم استفادوا من أخطائهم ومن أخطاء غيرهم، وجعلوا تلك الأخطاء خطوة في طريق النجاح والتفوق، فاجعل لنفسك أهدافاً قصيرة المدى، وأخرى طويلة المدى، واعلم أنك خلقت لغاية عظيمة وهي عبادة الله عز وجل، وأنك كمسلم صاحب رسالة عظيمة في الحياة، فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل، وتذكر ما قاله علي رضي الله عنه:

وقيمة كل امرئ ما كان يحسنه **** والجاهلون لأهل العلم أعداء

فابحث لنفسك عن موقع، واعلم أن الإنسان حيث يضع نفسه، فاطرد عن نفسك شيطان اليأس، ولا تقل ما بال الدنيا مظلمة، ولكن قل: هأنذا مضيء، وانظر إلى من هم فوقك في الدين لتتأسى بهم، وإلى من هم تحتك في الدنيا لتعرف مقدار نعمة الله عليك.

وإن كان لك أخطاء في جنب الله فسارع بالتوبة، واعلم أن الذنوب تحرم التوفيق وتحول دون النجاح، فتوكل على ربك الفتاح وواظب على أذكار المساء والصباح، وابحث عن أهل الصلاح وابذل أسباب الفلاح.

ولا شك أن بر الوالدين وصلة الرحم من الأمور التي تعين على كل خير، وكن في حاجة الضعفاء ليكون العظيم في حاجتك، واعلم أن النصر مع الصبر وأن من يتصبر يصبره الله، وقد قال أحسن من قال:-

ألا بالصبر تبلغ ما تريد **** وبالتقوى يلين لك الحديد

نسأل الله أن يأخذ بيدك وأن يغفر ذنبنا وذنبك ويعيننا وإياك على طاعته.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق فراس العراقي

    بارك الله فيك ..كلام في غاية الروعة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً