الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطبت مرتين وفشلت، فهل العيب مني؟

السؤال

طول عمري أبحث عن الحب الحقيقي، وهذه ثاني مرة أُخطب فيها، بدأت بحب لفترة طويلة وفجأه تغير خطيبي من ناحيتي، وبأسباب أكاد لا أصدقها، فما السبب؟

أعيب فيّ، أم ظنن أم وسواس؟ دلوني وأرشدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دينا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الحب الحقيقي ينطلق من الإيمان، ويدور مع رضا الرحمن، ويراعي مشاعر الإنسان، ويبدأ بعقد القرآن ويكتسب بريقه بالمشاركة في طاعة الواحد الديان، ويدوم بالبعد عن المعاصي والآثام، ومرحباً بك في موقعك مع الآباء والإخوان، ونسأل الله أن يحقق لك الأمن والإيمان، وأن يكرمك بأفضل إنسان، وأن يجمعك به على طاعة الرحمن وأن يحشرك معه في جنة الرضوان.

وليس من الضروري أن يكون العيب منك، ولا تحزني على ما حصل فقد يكون فيه الخير ولا تمنحي عواطفك إلا لمن يستحقها، واجعلي حب الله أساساً لحياتك فلا تحبي إلا ما يحبه الله، ودوري مع شريعة الله، واعلمي أن القلوب بيد الله، وأن سبب الفراق والشقاق والبلاء هو معصية الله، وكان السلف يقولون ما حدث شقاق بين اثنين إلا بذنب أحدثه أحدهما، فاجعلي ما حصل فرصة للعبرة والعظة، واسألي الله أن يظهر له ولك الحق، وأن يرده إليك إن كان فيه خير، وأن يصرفه عنك ويصرفك عنه إن كان من أهل الشر.

ونحن ننصحك بأن تشغلي نفسك بطاعة الله وتلاوة كتابه، واقتربي من والديك واذهبي إلى مراكز التحفيظ ومراكز العلم الشرعي، فإنها أماكن وجود الصالحات ولكل واحدة منهن أبناء أو أخوات يبحثون عن أمثالك من الفاضلات، وإذا طرق الباب طارق فانظري في دينه وأخلاقه وأمانته وشاوري أهلك واستخيري ربك، وانظري في أحوال أسرته، فإن وجدت في نفسك ميلاً وقبولا فاقبلي به، واعلمي أن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف وكوني واثقة من أنه لن يحدث في كون الله ما لا يريده الله، وأن لكل أجل كتاب، وسوف يأتيك ما قدره لك الوهاب، فاشعلي نفسك بتلاوة الكتاب وتمسكي بحيائك والحجاب وسيري على طريق الخير والصواب، واشكري نعم الوهاب ليفتح الله لك من الزيادة الأبواب.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأسأل الله أن يرزقك الزوج الصالح والولد الناجح وأكرر ترحيبنا بك في موقعك.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً