الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوترات الحاصلة بعد فترة الخطوبة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي أنني لا أستطيع الموافقة على أي شاب يتقدم لخطبتي، في البداية أرى الموضوع عادياً وكلما تطورت الأمور إلى الزواج أحس باختناق ورفض في داخلي، ولا أدري ما بي! أحياناً أحس أنه بالزواج سوف تسلب حريتي وأصبح مقيدة، رغم أني أحلم ببناء أسرة متكاملة ومليئة بالسعادة في ظل الإيمان والتقوى، وهي مشكلة تتبعني منذ بلغت سن العشرين، ولا أدري ماذا أفعل! فهل من مساعدة لي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ م.ع حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن التوترات الحاصلة بعد فترة الخطوبة مفهومة الأسباب، لكنها لا تتعدى الحدود المقبولة، ولا تتحول إلى اختناق وضيق، فتعوذي بالله من الشيطان، وإذا جاءك من يرتضى دينه وأخلاقه فاقلبي بعد أن تستخيري ربك وتستشيري من حضرك من الأهل والمحارم، واجتهدي في التعرف على حقيقة الرجل، ولن تستطيعي ذلك بمفردك، ومن هنا كان حرص الشريعة على أن يكون الدخول إلى البيوت من الأبواب، ومشاركة الأهل الأحباب، وأهمية التعرف على أسرة وأحوال وأخلاق الخاطب بعد التأكد من صلاح دينه، فإذا وجدت في نفسك ميلاً ووافق الأهل على الخاطب فلا تترددي في إكمال المشوار، ولا عبرة عند ذلك بما يعتريك من ضيق وتردد.

كما نتمنى أن تواظبي على أذكار الصباح والمساء، وأكثري من تلاوة القرآن والتوجه إلى الرحيم الرحمن، كما نتمنى أن تطردي عن نفسك الأوهام، واعلمي أنه لا سعادة للمرأة إلا في صحبة رجل يعفها ويعينها على البر والتقوى والإيمان، ولا تلتفتي لمن يرددون كذباًَ وزوراً وربما حسداً (الزواج قيود)، وهذا كلام لا تقوله إلا من خلا قلبها من الإيمان والخير، وهو كلام أثبت فشله حتى في البلاد الغربية التي رفع فيها هذا الشعار لسنوات عديدة فحصدوا الحسرة والأمراض التعيسة والعلل الجنسية، وها هم العقلاء منهم يصرخون ويتمنون أن يعودوا إلى نظام الأسرة وشريعة العفاف.

ونحن ننصحك بتقوى الله ثم بالمواظبة على ذكره، مع ضرورة ترك التردد فإن النتيجة الأخيرة سوف تكون هي فرار الخطّاب، وعندها ستدركين أنك فارقت الصواب، كما نتمنى أن تهتمي بقراءة الرقية الشرعية على نفسك، فالمسلمة تحصن نفسها وتواظب على أذكارها، وخاصة المعوذات وآية الكرسي وخواتيم سورة البقرة، واعلمي أن الشيطان: ((لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ))[النحل:99-100].

راجعي نفسك ووثّقي علاقتك بربك، واعلمي أنه مالك الأكوان ولن يحدث إلا ما أراده.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً