الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقدم الشاب لخطبة الفتاة وهو لا يشعر بالميل تجاهها

السؤال

عندي تردد كبير في اختيار شريك الحياة، وبعد أن قررت واستخرت الله قمت بقراءة الفاتحة على بنت، وبعد ذلك لم أشعر بقربها من قلبي، بالرغم مما تمتاز به من أدب وذوق والتزام، وهي مقبولة الشكل والحمد لله، وهل يفضل المرء الشيء البعيد عنه أم ماذا في نفسي؟ وقد كنت تقدمت لخطبة فتاة سابقاً ولكن تم الرفض من أهلها، وبعد ذلك تمسكت بها، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هشام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه لا مكان للتردد إذا كان الدين وافراً، والشكل مقبولاً، بالإضافة إلى الأدب والذوق، كما أن العبرة بالانطباع الأول، وليس بما يقدحه الشيطان في النفوس من المشاعر السالبة التي ربما تزداد مع اقتراب الإنسان من لحظات الحسم، ومرحباً بك في موقعك بين آبائك وإخوانك، ونسأل الله أن يصلح بالك.

وأرجو أن تعلم أنه لن يخيب من يستخير ويستشير، وأرجو أن تقدم عقلك على عواطفك، كما نتمنى أن تجتهد في طاعة ربك وغض بصرك، واعلم أن الشيطان يزهد في الحلال ليفتح أبواب السوء والحرام.

ولا يخفى على أمثالكم أن الكمال متعذر في هذه الدنيا؛ ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلق رضي منها آخر)، وقال سبحانه: ((وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا))[النساء:19] .

وأرجو أن تكون لك امرأة كذلك واقعية تتلطف على زوجها، وتقبل به على ما فيه من عيوب أو نقائض.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بضرورة تذكر الإيجابيات وتضخيمها، والاجتهاد والتلطف في الإصلاح السلبيات. ونسأل الله أن يسهل الأمور وأن يغفر الذنوب.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً