الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما يتعرض له المؤمن في حياته من صعاب.. بين الابتلاء والعقوبة

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.

كيف لي أن أستشعر رضا الله سبحانه وتعالى عني من عدمه؟ وكيف لي أن أميز بين ابتلاء العقاب وابتلاء الاختبار؟ فتأخر زواجي مثلاً يفسره لي البعض بأنه ربما يكون عقاباً من الله سبحانه وتعالى على ذنب ما ارتكبته في حياتي، ربما وأنا لا أدري أني ارتكبته.

والبعض الآخر يقول لي أنه اختبار من الله سبحانه وتعالى، مع العلم أني فتاة ملتزمة وأراعى الله في كل تصرفاتي، ولكن هذا الأمر أحياناً يسبب لي الكثير من البلبلة، وشكراً لسعة صدركم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رقية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يملأ قلبك خشية ومحبة له جل وعلا، وأن يرزقك برد اليقين.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن رضا الله من أعظم الغايات التي يطمح إليها كل مسلم ويتمناها كل عبد صادق الإيمان، ونظراً لأهميته فإنه يحتاج إلى جهاد ومجاهدة وصبر جميل، ولاستشعار رضا الله علامات من أهمها أن يستشعر الإنسان إعانة الله له على الطاعة وأعمال الخير كلها، وأن يلاحظ سهولة العبادة ويسرها مع انشراح الصدر بها والفرح لأدائها، وأن يحب سماع وتلاوة القرآن والإكثار من ذكر الله، وغير ذلك من أنواع الطاعات.

وأما عن الفرق بين ابتلاء الاختبار وابتلاء العقاب، أن ينظر العبد في حاله فإن كان مطيعاً لله بعيداً عن معصيته فيكون البلاء نوعاً من الاختبار والامتحان وأجره عظيم وثوابه عميم كما بشر القرآن والسنة، وأما إذا كان من أهل الغفلة والإكثار من المعاصي فليعلم أن هذا ما هو إلا نوع من أنواع العقاب العاجل، فانظري في نفسك وستعرفين من أي نوع هذا البلاء الذي يصيبك.

وأما عن قضية تأخير الزواج فهذه مسألة تخضع لتقدير الله لا علاقة للعبد بها، وإن الله تعالى قد قدر المقادير وقسم الأرزاق قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، فما قدره الله فهو كائن لا محالة، وما لم يقدره فيستحيل أن يقع! وما عليك إلا الدعاء والتضرع إلى الله أن يرزقك زوجاً صالحاً يعينك على أمور دينك ودنياك، ثم تدعي النتائج بعد ذلك للملك جل وعلا.

فعليك أختي الكريمة بالاجتهاد في الطاعة والعبادة والإكثار من أعمال البر مع الإكثار من الدعاء، ودعي النتائج بعد ذلك للمولى جل وعلا، واعلمي أن الله لا يضيع أهله، وفي الوقت المناسب سوف يتقدم إليك الشخص المناسب الذي قدره الله لك قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً