الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حيرة الفتاة في القبول بزوج يكبرها بسنتين فقط .. سكن الزوجة مع أم الزوج

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر 22 سنة، تقدم لخطبتي شاب عمره 24 سنة، وهو على خير وصلاح وهو وحيد أمه، مشكلتي هي: هل فرق العمر اليسير بين الزوجين هو الأفضل ككونه سنة أو أكثر من ذلك؟ أرجو من أهل الخبرة والمشورة إخباري بالأفضل؛ فإن موافقتي عليه متوقفة على هذا السبب! فهل أوافق أم لا؟ وهل العيش مع أم الزوج يسبب المشاكل كما يقول البعض؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:


فلا تتردي في القبول بالشاب إذا كان صاحب خير وصالحاً، واطلبي من الله التوفيق والنجاح، واسلكي سبل الخير والفلاح وتوكلي على الكريم الفتاح، واعلمي أن فارق السن لا يؤثر طالما وجد التوافق والقبول وقام البناء على الصلاح، كما أن فارق العمر ليس من شروط السعادة لكنه قد يؤثر في حصول الوفاق، وقد تزوج رسولنا صلى الله عليه وسلم من خديجة رضي الله عنها وكانت تكبره بخمسة عشر عاماً وسعدت معه كأعظم ما تسعد الزوجات، وتزوج من الصديقة وكانت تصغره بنحو من خمسة وأربعين سنة، ومات عليه الصلاة والسلام وعمر صفية سبعة عشر عاماً، وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم من سودة وكان عمره يزيد عن عمرها بنحو من ثمان سنوات، وتزوج الفاروق رضي الله عنه من أم كلثوم بنت فاطمة الزهراء وكان يكبرها بنحو من خمسين سنة، فلا تتوقفي لأجل هذا الفارق اليسير جداً.

واعلمي أن العبرة بنضج الزوجة وكمال عقلها بعد حصول القبول والوفاق، أما بالنسبة للعيش مع أم الزوج فلا تستمعي لما يحصل في المسلسلات من الكذابين والكذابات، ولا تستمعي لكلام الفاشلات، واطلبي التوفيق من رب الأرض والسموات.

واعلمي أن أم الزوج في منزله الأمهات والخالات، وأن رضاها يوصل إلى رضى الزوج الذي أمر به خالق الرجال والبنات، وسوف تعيشين معها في سلام إذا عرفت قدرها واحترمت سنها وتحملت ما قد يصدر منها، مع ضرورة إدراك حاجتها لابنها الوحيد، ومع التنبه لتوقع الغيرة في مثل هذه الأحوال، وذلك لأن زوجة الابن تشارك أم الزوج في حب ولدها وفي جيبه، فقدري ذلك وشجعي زوجك على برها وخدمتها، ولا تقصري في بذل ما يمكن من أجل إسعادها، وأظهري الاحترام لولدها خاصة في حضورها ووجودها، ولا تكثري من الشكوى منها، واعلمي أن عاقبة الصبر طيبة وعامليها بمثل ما تحبي أن يعاملوك به إذا كبرت سنك، واعلمي أن الجزاء من جنس العمل، فاستعيني بالله عز وجل وقدمي نية الخير وتصبري مهما حصل وأحسني لزوجك، واعلمي أن طاعته من طاعة الله عز وجل.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يلهمك السداد والرشاد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً