الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

آثار إبرة المخدر التي تُعطى للحامل لتخفيف آلام الولادة

السؤال

السلام عليكم.

أرجو لو تكرمتم أن تجيبوني على استشارتي التالية، فأنا استشرت أكثر من طبيب في بلدي الأردن ولكن للأسف ما زلت في حيرةٍ للتناقض في الإجابة على نفس السؤال.

هناك ما يُسمى بإبرة الظهر (أو إبرة المخدر التي تحقن في الظهر) تُعطى للحامل أثناء عملية الولادة حتى لا تحس بالألم، وحاولت أن أستفسر عن مدى فائدتها؟ وهل هناك خطورة؟ ولكن الطبيب أجابني بأنه لا يُنصح بها أبداً، كما أن لها مضاراً على المدى البعيد، وهناك طبيبة نصحت بها كثيراً، وأن الدول الغربية تستخدمها، فهي تسهل على الحامل، ولم توضح ما إذا كانت لها خطورة، بل شجعت عليها، واكتفت بالإجابة بأنها تنصح بها كل حامل، وسألت عنها مرة أخرى، ولكن زاد حيرتي بتناقض الإجابة، فهل ممكن تعطوني الجواب الصافي والكافي عن فائدتها أو خطورتها؟

ولكم كل الشكر والامتنان والتقدير.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عند مناقشة موضوع إبرة الظهر فلابد أن يكون النقاش بإبراز المحاسن والمساوئ للإبرة لكل امرأة تود أن تأخذها، فإن كانت المحاسن أكبر من المساوئ فلا بأس عندها من أخذها، وأما إن كان العكس صحيحاً فعندها لا داعي لأخذها .

وبالنسبة للمحاسن فهي تُعطى أساساً لتخفيف آلام الولادة، وأما بالنسبة للمساوئ فهنالك بعض المشاكل المرتبطة بإعطائها، وهنالك بعض المشاكل الواردة ولكنها ليست خطيرة، مثل الصداع وآلام الظهر، وهبوط الضغط، والرعشة، وتمدد المثانة (أي عدم القدرة على تفريغ البول) والخدران، وثقل الساقين، وهذه معظمها يحصل أثناء أخذ الإبرة، ولكن الصداع وآلام الظهر قد تستمر فترة بعد أخذها.

وهنالك مشاكل نادرة الحدوث ولكنها خطيرة، مثل هبوط القلب أو الشلل، وهذه تحدث ما بين (1/ 20,000 إلى 1 1,000,000) أي أنها نادرة، وهذه الإبرة لها الآن ما يزيد على أربعة عقود منذ استعمالها، وفي المستشفيات الكبيرة هنالك ما يقرب (50%) من النساء يأخذنها أثناء الولادة و(90%) من القيصريات يتم إجراؤها تحت تأثير الإبرة ونتائجها طيبة، والمشاكل المترتبة عليها قليلة، وموضوع الشلل هذا كما ذكرت نادر الحدوث، فبعد مراجعة حديثة لما يقارب (500,000) حالة تم إعطاؤها هذه الإبرة لم تظهر ولا حالة للشلل، وقد ظهرت حالة في أستراليا وقد كانت بسبب عيب خلقي لدى لمريضة، حيث كانت هنالك أوعية دموية متشعبة عند النخاع الشوكي، ولم تكن تعلم بها المريضة.

أنا دائماً أقول اتركي الباب مفتوحاً -أي لا تأخذي الإبرة مباشرة عند دخولك الولادة ولا ترفضينها بالكلية- وجربي الألم عند الولادة وإذا لم تنفع المسكنات المعتادة مثل إبرة البيثيدين فعندها يمكنك الطلب من طبيب التخدير إعطاؤك إياها، ومن يجريها هو طبيب التخدير وليس طبيب النساء، وهو عادةً ما يكون متخصصاً في إعطاء هذه الإبر فلا داعي للقلق.
والله الموفق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً