الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الارتجاع المريئي وعلاجه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مشكلتي هي خروج المخاط بشكل مستمر وبكميات مختلفة، وتتناوب حالتي بين الإمساك والإسهال، والآلام الفظيعة بالبطن توقظني من النوم أحياناً، وفي كثير من الأحيان عندما أدخل الخلاء لا أرى سوى مخاطاً أبيض مصفراً وبكميات مختلفة، وحتى بعد خروجي من الخلاء يصيبني ألم في منطقة الشرج بحيث لا أستطيع الجلوس إلا بعد نصف ساعة أو أكثر من خروجي من الخلاء.

وقد قال الطبيب أنني أعاني من اضطرابات مستمرة بالقولون، فهل يوجد علاج لهذه الحالة؟ فأنا على هذا الوضع منذ أربع سنوات وبشكل مستمر، والآن آخذ دواء اسمه (Agiolax granules madaus)، ومنذ أن بدأت بأخذه - أكثر من أسبوع - تؤلمني بطني ويوقظني الألم من النوم.

ثانياً: لدي ارتداد سريع بصمام المعدة - ارتجاع المريء - وعندما أستيقظ صباحاً أو بعد أكل وشرب أي شيء - حتى الماء - تأتيني الكحة حتى أنني أشعر بتفكك ضلوعي من كثر الكحة، والآن لي أربعة شهور مع الكحة ولكن لم يمر غير شهر على تشخيص حالتي بارتداد سريع بالمريء، والآن أستخدم حبوباً قبل الأكل مرتين باليوم اسمها (Motilium)، وكذلك أستخدم دواء نيكسيوم حبة واحدة باليوم بعد الأكل.

ومنذ أسبوعين أستخدم هذه الأدوية ولكن لا زلت أكح بعد الأكل وأحياناً أندم عندما آكل لأن الكحة تزعجني وتتعبني، وتكون الكحة دائماً مصحوبة ببلغم أبيض اللون، وخلال الشهور الثلاثة الماضية كنت أستخدم أدوية لحساسية الصدر والجيوب؛ لأن الأشعة أثبتت أن لدي حساسية صدر وجيوب ولكن لم تذهب الكحة، والآن توقفت عن أدوية الحساسية وأستخدم أدوية المعدة والقولون، فهل يوجد علاج آخر لارتجاع المريء غير الحبوب؟ وهل هذا مرض مزمن أم لفترة ويزول؟!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم ريان حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد سبق الإشارة إلى موضوع الإصابة بالقولون العصبي لديك، وقد نصحتك باستشارة الطبيب النفسي في حالة عدم الاستفادة من العلاج.

وبالنسبة لارتداد المريء فهو عبارة عن رجوع السوائل من المعدة إلى المريء مما قد يضر بالرئتين والحنجرة والمريء بسبب الحمض الموجود في هذه السوائل والمفرز من المعدة، وتكون الأعراض على أشدها عند النوم، ولأن المشكلة مرتبطة بعدم كفاءة الصمام بين المعدة والمريء فإنها مزمنة، وكذلك العلاج يكون مزمناً.

وعادة ما تشخص الحالة اعتماداً على الأعراض السريرية والاستجابة للعلاج، وقد يحتاج الطبيب إلى إجراء بعض الفحوص للتأكد من التشخيص، ومن الفحوصات الدقيقة إجراء فحص الحموضة في المريء وكذلك إجراء فحص التقلصات العضلية وحركة المريء.

ويبدأ العلاج بتجنب بعض أنواع الطعام كالقهوة والشيكولاته، وتجنب التدخين وبعض العصائر كعصير الطماطم والتوابل، وكذلك استعمال مضادات الحموضة والأدوية كالزانتاكو والنكسيوم والأوميبرازول والأدوية التي تزيد من حركة المريء والأمعاء كالموتليوم وتؤدي إلى زيادة التقلصات، وينصح المريض برفع حافة السرير عند منطقة الرأس بحيث يكون الرأس أعلى ببضعة سنتيمترات من الأرجل.

وفي حالة استمرار العلاج دون تحسن فمن الممكن اللجوء إلى الجراحة لتقوية الصمام بين المريء والمعدة، كما يمكن العلاج بواسطة المنظار لتقوية الصمام أو استعمال موجات بتردد عالٍ عن طريق المنظار.

وبالنسبة للسعال فقد يكون من مضاعفات رجوع حامض المعدة، وإن كنت أفضل إجراء فحص وظائف الرئة للتأكد من سبب السعال المزمن.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً