الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التعامل الصحيح مع عسر المزاج الاكتئابي وأفكار الخوف

السؤال

السلام عليكم

قرأت في موقعكم المحترم استشارات تشبه مشكلتي، ولكن مشكلتي متشعبة نوعاً ما.
سوف أقوم بسرد المشكلة في عدة نقاط:
أولاً: أرى الدنيا سوداء بلا سبب، وأرى في أي شيء الجانب السيئ فقط.

ثانياً: المواقف السيئة البسيطة التي تضايقني أراها عظيمة، وتشعرني باكتئاب شديد لعدة أيام، وقد ينتابني فرح لعدة لحظات بلا سبب، ثم أعود للاكتئاب ثانية.
ثالثاً: قد أشعر بضيق واكتئاب وحزن بلا سبب، وخاصة فترة الليل، وأحياناً في فصل الشتاء، حتى ولو في وسط الناس، وأنا أجلس معهم.

رابعاً: أيام الإجازات أكثر أيام اكتئابي، وأود لحظتها الرجوع للعمل فوراً، وأحياناً أثناء الخروج للتنزه أرى مشكلة صغيرة قد تحدث لغيري، سواء حادث أو مشاجرة أو غيره، تصيبني بالحزن الشديد، ويستمر الحزن حوالي يومين، رغم أن الحدث لا يخصني، ويجعلني أعتزل الناس فترة.

خامساً: تراودني بعض الأفكار السيئة أو بعض المواقف السلبية التي قد حدثت منذ فترة طويلة، وكثيراً ما أتخيل بعض المواقف التي ممكن أن تحدث وأتعايش مع المشكلة، وخاصة فترة ما قبل النوم، وأتخيل أنني قمت بعمل كذا وكذا،
وأنفعل معه، وأكون متوتراً جداً حين ذلك.
سادساً: أحياناً ينتابني خوف دون سبب، وخاصة عند السفر، رغم أن هذا السفر ممكن أن يكون للتنزه.
أفيدوني ما تفسير ذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهذه الأعراض مرتبطة بشخصيتك، وتوازن المزاج لديك، لا أعتقد أنك تعاني من اكتئاب حقيقي، إنما هو مجرد تقلب في المزاج تسوده نوبات عدم ارتياح، وكآبة ظرفية، وفي بعض الأحيان ترجع لطبيعتك أو حتى ربما تأتيك لحظات انشراح بسيطة، بقية الأعراض يمكن أيضاً تفسر في إطار الشخصية.
أخي الكريم: ليس من الضروري وجود الأعراض النفسية شديدة كانت أو بسيطة، ولكن المهم هو درجة الفعالية، ونوعية الحياة التي يعيشها الإنسان، ومن الواضح أنك لا تعاني من أي تعطيل أو إعاقه في هذا السياق، وهذا أمر إيجابي جداً، نصيحتي لك هي أن تتذكر إيجابياتك وإنجازاتك في الحياة، وتتأملها، وتحاول تطويرها، هذا هو الطريق الأمثل للتخلص من عسر المزاج الاكتئابي، أفكار الخوف تعالج بمزيد من المواجهة، وعدم تجنب المواقف التي تحس فيها بالخوف، حيث أن التعرض المستمر لهذه المواقف يؤدي إلى فك الارتباط الشرطي مع الخوف وهذا هو لب العلاج.

ممارسة الرياضة الجماعية خاصة تقلل كثيراً من هذه الطاقة النفسية السالبة، فأرجو أن تكون حريصاً على الانخراط في أي نوع من الرياضة، إجراء الحوار مع الذات مهم جداً خاصة حين تعتريك أفكار سلبية حاول أن تضعها في قالب المنطق الصحيح، وسوف تجد أنها غير منطقية؛ مما ينتج عنه الاسترخاء والراحة النفسية.
أخيراً -أخي الكريم- أرجو أن تطمئن أن هذه ظاهرة نفسية، وهي ليست بمرض حقيقي، وأنت لست في حاجة إلى أي علاج دوائي.
وبالله التوفيق.
-------------------------------
انتهت إجابة الدكتور/ عبد العليم ولمزيد من الفائدة يرجى التكرم بالاطلاع على الاستشارات التالية، والتي تتناول العلاج بالطرق الشرعية والسلوكية للخوف: (262026 - 262698 - 263579 - 265121).
والاكتئاب: (237889 - 241190 - 257425 - 262031 - 265121).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً