الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القدرة الجنسية وإمكانية تأثرها بأدوية علاج الاكتئاب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت أعاني من الاكتئاب لأكثر من سنة، وكنت أستعمل السيبراليكس والريسبيردال، ومنذ ثلاثة أشهر تحسنت حالتي بشكل جيد جداً وتوقفت عن جميع العلاجات، وأنام جيداً، آكل وأشرب جيداً، وأمارس حياتي بشكل جيد إلا أنني أعاني من عجز جنسي تام، رغم أني وقبل إصابتي بالاكتئاب كنت أعيش حياة جنسية رائعة... فما الحل؟
وجزا كم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ع ن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله تعالى الذي كتب لك الشفاء من الاكتئاب، وكما شُفيت من الاكتئاب إن شاء الله سوف تتحسن أحوالك فيما يخص العجز الجنسي.

أنت وصفته بعجز جنسي تام، وهذا بالطبع يتطلب الفحص، هنالك أسباب عضوية، وهنالك أسباب نفسية، والمقاييس الجنسية تختلف من إنسان إلى إنسان ومن مجتمع إلى مجتمع.

أخي الكريم أنت قلت أنك تعاني من عجز جنسي تام، وهذا بالطبع يجعلنا أن نكون أكثر تدققاً ويجب أن نعير الاهتمام التام .

أخي، أنت لابد أن تقوم بإجراء بعض الفحوصات، لابد أن تتأكد من مستوى هرمون الذكورة لديك، لابد أن تتأكد من هرمون آخر يعرف باسم هرمون الحليب، أو يسمى بالبرولاكتين، ولابد أخي الكريم من أن تفحص أيضاً هرمونات الغدة الدرقية، هذا أمر هام وضروريّ؛ لأن الإنسان إذا أصيب بعجز تام، ربما تكون هنالك أسباب عضوية.

الأسباب النفسية لا تؤدي إلى العجز التام، ولكنها تؤدي إلى نوع من الضعف في الانتصاب أو قلة في الرغبة، أو نحو ذلك.

عموماً أخي، السبراليكس ربما يسبب بعض الصعوبات الجنسية المؤقتة ولكن يختفي أثره تماماً بعد أن يتوقف الإنسان عن تناوله .

أخي الكريم، إذا لم يوجد أي سبب عضوي، وإذا اتضح أن الأمر هو أمر نفسي فقط، فهنالك بعض الخطوات التي قد تساعد كثيراً .

أولاً : عليك أن لا تراقب أداءك الجنسي، فالمعاشرة الزوجية هي أمر خاص وتتم في ستر كامل، والذين يراقبون أداءهم الجنسي قد يصابون بالفشل؛ لأن الخوف من الفشل يؤدي إلى الفشل.

ثانياً: لابد أن يكون هنالك نوع من التفاهم والتعاون بين الأزواج، ولا مانع مطلقاً أن يرفع الزوج من ثقافة زوجته الجنسية في حدود المشروع، بمعنى أن تساهم المرأة في إثارة الرجل، هذا أمر ضروريّ جداً .

الشيء الآخر هو اللجوء إلى بعض العلاجات السلوكية، هنالك طريقة تعرف بطريقة ماستر أنجونسون، قد لا نتفق على كل محتويات هذه الطريقة ولكنها مفيدة إلى درجة كبيرة، الطريقة تقوم على أن الأزواج الذين يُعانون من صعوبات جنسية عليهم الابتعاد عن بعضهما البعض فيما يخص المعاشرة الزوجية لمدة أسبوعين على الأقل، لا يكون هنالك أي نوع من التحدث أو المناقشة في أمر المعاشرة، ولا تكون هنالك أي نوع من المداعبات أو المقدمات الجنسية، وبعد انقضاء الأسبوعين تكون هنالك مداعبة ما بين الرجل والمرأة بالطبع في حدود ما هو مشروع، وإذا حدث انتصاب للرجل وهذا غالباً ما يحدث، عليه أن لا يلجأ إلى الممارسة الجنسية الكاملة، هذا أيضاً لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك تقرن المداعبة بالمعاشرة الجنسية الكاملة.

هذه من الطرق التي تقول أن الابتعاد ربما يزيد في الرغبة، وهذه الطريقة يجب أن تكون مهيئة لها الظروف التامة بأن يكون المكان هادئاً، وأن لا تكون هنالك حوارات أو نقاشات سلبية بين الأزواج .
عموماً أخي هذه هي الطرق النفسية المتاحة.

لقد وجد أيضاً أن ممارسة الرياضة خاصة رياضة الجري تساعد كثيراً في تحسين الأداء الجنسي، كما أن تمارين الاسترخاء تساعد في ذلك كثيراً ً.

أخي، هنالك بعض المضادات للاكتئاب والقلق قد تحسن من الأداء الجنسي منها العقار الذي يعرف باسم ترازدون، الترازدون بجرعة 25 مليجرام ليلاً، ربما يساعد البعض، وخاصة الذين يعانون من القلق السابق للمعاشرة الزوجية، وهنالك مضاد للاكتئاب آخر يعرف باسم ولبيوترين (Wellbutrin) هذا الدواء هو مضاد للاكتئاب، وإذا كان الإنسان قلقا، أو لا زال يحس بنوع من الخوف والرهبة حيال المعاشرة الزوجية لا مانع أن يتناوله بجرعة 150 مليجرام صباح ومساء لمدة شهرين أو ثلاثة، تأتي بعد ذلك بالطبع الأدوية التي تستعمل الآن في الإثارة الجنسية ومنها الفياجرا والسيالس، فهي أدوية أيضاً فعالة وإذا كان لا توجد أي أسباب عضوية أرى أنه من المشروع أن يحاول الإنسان أحد هذين الدوائين .

عموماً هذا هو المتاح من علاجات، والذي أود أن أنصحك هو لا تضع الفشل في تفكيرك لأن الخوف من الفشل دائماً يؤدي إلى الفشل الجنسي، ولا شك أن زوجتك لابد أن تتفهم وضعك ولابد أن تتعاون معك في هذا السياق.
أسأل الله لك التوفيق والسداد والصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً