الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كل علاقة بين رجل وامرأة ليست على أسس شرعية محرمة.

السؤال

السلام عليكم

أحب جاراً لي، وهو متزوج وعنده ولد عمره سنة، وهو يبادلني نفس المشاعر، فهل هذا حرام أم حلال؟!

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ Bbbb حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الإسلام يرفض كل علاقة تنشأ في الخفاء، ولا يقبل برابطة لا تنتهي بالزواج، فاتقوا الله في أنفسكم، واعلموا أن الله لا تخفى عليه خافية، وأن نظره سبحانه إلى الإنسان أسرع من نظر الإنسان إلى صاحبه أو صاحبته، فاتقوا الله حيثما كنتم وأتبعوا السيئة بالحسنة تمحها.

ولا شك أن الذي يحصل بينكم يعتبر مخالفة شرعية ((فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ))[النور:63]، واعلمي أن الإثم ما حال في الصدر وكرهت أن يطلع عليه الناس.

وقد أسعدني اهتمامك والسؤال، ونسأل الله أن يصلح لك بالك، وإنما شفاء العي السؤال، وقد أحسنت من انتهتْ إلى ما سمعتْ وتمسكت بأحكام الله ورحبت بقضائه وقدره، ومن رضي فله الرضى ومن سخط فعليه السخط وأمر الله نافذ، وأرجو أن أعلن لكم عن تحفظنا الشديد على كلمة (الحب)؛ وذلك لأن الحب الحقيقي عندنا هو ما كان بعد الرباط الشرعي، ثم يزداد مع الأيام رسوخاً وثباتاً، والحب في الإسلام ينطلق من محبة الله ويزداد بالتعاون على البر والتقوى رسوخاً وثباتاً.

ونحن ننصحك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، مع ضرورة تجنب وقت خروجه، والبعد عنه بقدر الإمكان، كما أرجو أن تحافظي على حجابك الكامل والتزمي بغض بصرك.

كل الحوادث مبدأها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر.
كم نظرة فعلت في نفس صاحبها فعل السهام بلا قوس ولا وتر.
يسر ناظره ما ضر خاطره لا مرحباً بسرور عاد بالضرر.

وأبلغ من ذلك قول ربي: ((قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)) [النور:30]، واعلمي أنك مأمورة بالحجاب والستر فلا تضعي نفسك في مواقع التهم والغواية، ولا تفعلي مع أخواتك ما لا ترضيه لنفسك.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً