الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح تعين على علو الهمة والنشاط

السؤال

السلام عليكم
مشكلتي باختصار هي دنو الهمة، وطول ساعات النوم، وكثرة التفكير في أمور تافهة، بالرغم أنني طالبة ولدي ما يشغل وقتي، لكنني أفضّل الراحة، فدلوني جزاكم الله خيراً، فأنا متعبة نفسياً!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يرزقك الهمة والنشاط وأن يجعلك من الصالحات المصلحات.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن ما تذكرينه من الكسل والخمول وضعف الهمة له أسبابه، والتي من أهمها عدم اهتمام الأسرة بتنمية مهارات أفرادها وتوعيتهم برسالتهم التي خلقوا لها، والاجتهاد في توفير كل وسائل الترفيه والراحة حتى أصبحت الحياة لا طعم لها ولا معنى؛ لأن الله لم يخلقنا هكذا بدون رسالة أو وظيفة، وإنما قال جل شأنه ((هُوَ أَنشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا))[هود:61] أي خلقكم لعمارتها وتنميتها وتطويرها بما يتفق مع شرعه وسننه الكونية، وقال أيضاً: ((فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ))[الملك:15].

فجعل المشي والحركة هما من أهم وسائل توفير الغذاء الضروري للحياة، وتصوري لو أن كل الناس مثلك فهل يمكن أن تستمر الحياة، وأن تتوافر للناس وسائل العيش الطيب؟ قطعاً لا؛ ولذلك فإن حالتك غير طبيعية، ومردها إلى الأسرة غالباً والتي لا تحث أفرادها على أداء دورهم الذي خلقهم الله من أجله، نعم أنا معك قد تكوني حريصة على أداء الصلاة والعبادات في أوقاتها، ولكن دعيني أسألك هذا السؤال: كم عدد ساعات الصلاة في اليوم والليلة؟ أي ما الوقت الذي تستغرقه الصلاة من الأربع وعشرين ساعة يومياً؟ إنها لا تزيد عن ساعة غالباً، إذن أين بقية الوقت؟ أنسيت أنك ستسألين يوم القيامة عن هذا الوقت، خاصة وقت الشباب؟ إذن لابد لك من أن تبدئي بنفسك ومن داخل نفسك عملية التغيير:

1- حددي أوقات النوم ولا تزيدي عن سبع ساعات مطلقاً.

2- حددي أوقات المذاكرة والتزمي بها مهما كانت الأسباب.

3- حددي أوقات مساعدة الأسرة.

4- حددي أوقات الترويح واللعب.

5- حددي أوقات الأذكار والأدعية وقراءة القرآن.

6- ضعي برنامجاً بسيطاً في الأول لترتيب يومك، ثم تدرّجي معه شيئاً فشيئاً حتى تقضي على هذا الخمول تماماً.

7- اجتهدي أن تصلي الفجر في أول وقته، ولا تنامي بعد الفجر، وإنما اجعليه للأذكار وحفظ شيء من القرآن ولو آية يومياً، ثم المذاكرة وحفظ ما يحتاج إلى حفظ في الصباح.

8- أنصحك بقراءة كتاب علو الهمة للشيخ/ محمد إسماعيل المقدم أو غيره من المؤلفين، وهو متوفر في الأسواق، كذلك قراءة كتاب ( اعتن بحياتك ) أو غيرها من كتب التنمية البشرية، وكيفية استغلال الوقت بصورة مناسبة.

9- المحافظة على الصلاة في أول وقتها من عوامل تنظيم الوقت.

10- الدعاء والإلحاح على الله وأن يعلي همتك، وأن يزيد نشاطك إنه لا يرد القضاء إلا الدعاء.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • Fatma Reda

    شكرا جزيلا وجزاكم الله خيرا.
    لقد افادني جدا.

  • ألمانيا نورالدين

    السلام عليكم ورحمة الله. بارك الله فيكم، نعم هو ضعف الأسرة في زمن كثرت فيه كل أنواع الفتن

  • واءل صبحي

    جزاكم الله خيرا على هذه التنبيهات الراءعة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً