الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أدب التعامل مع العلماء

السؤال

كيف نتعامل مع العلماء في حضرتهم وغيبتهم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Anas حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الأدب مع العلماء من شريعة رب الأرض والسماء، وهو مفتاح إلى الخير والعلياء، وقد أحسن من قال:

فاقنع بجهلك إن حضرت معلماً **** واقنع بدائك إن حضرت طبيباً

وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا، ويعرف لعالمنا حقه).

وقد أمسك ابن عباس -رضي الله عنه- بركاب دابة زيد بن ثابت -رضي الله عنه- فقال له زيد -رضي الله عنه-: دع عنك هذا يا ابن عم رسول الله، فقال ابن عباس: هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا.

ويستفاد الأدب مع المعلم من قصة نبي الله موسى مع الخضر عندما التقى به فقال له: (((هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا))[الكهف:66] طلب في رفق وتلطف وأدب، ورد عليه: ((إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا))[الكهف:67] وقد يكون في المعلم قسوة أو شدة لكن نيل العلم في زفراته، فرد عليه نبي الله موسى بقوله: ((سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا))[الكهف:69] صبر على العلم والمعلم، وقد ضرب السلف الأبرار أروع الأمثلة، فقال الشافعي -رحمه الله-:

ما كنت أستطيع أنا أقلب الورق خشية أن أزعج الإمام مالك رحمة الله عليه فعوض الله الشافعي بالربيع الذي كان يقول (والله ما كنت أستطيع أن أشرب الماء والشافعي ينظر إلي) وكان طلابه يعاملونه معاملة الأمير.

وهناك آداب كثيرة في التعامل مع العلماء منها ما يلي:

1- الدعاء لهم في حياتهم وبعد وفاتهم – كما كان الإمام أحمد يفعل مع الشافعي، حتى سألته ابنته وقالت من هذا الذي أراك تدعو له دائماً .

2- عدم رفع الصوت أو الكلام في حضرتهم.

3- الكف عن ذكرهم بالسوء في غيبتهم (لأن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله فيمن ينالون منهم معلومة)

4- تخصيصهم بسلام خاص ومناداتهم بالألفاظ المناسبة.

5- عدم الإكثار عليهم عند الملل.

6- ستر ما ظهر من عيوبهم.

7- عدم مقارنتهم مع غيرهم.

8- البعد عن إحراجهم أو اختبارهم بالأسئلة.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وكم أنا سعيد بهذا السؤال الذي يدل على وعيك، وأرجو أن يعلم الجميع أن احترام العلماء ومزاحمتهم بالركب من علامات حياة الأمة ونهضتها وفي الالتفاف حول العلماء الربانيين أمان من مضلات الفتن، فهل نعرف لعلمائنا قدرهم في حياتهم، وبعد مماتهم؟ نرجو ذلك ونتمناه.

وأسأل الله أن يلهمك رشدك وأن يعيذك من شر نفسك، وأن يصلح حالنا وحالك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب اكرام

    جزاك الله خيرا

  • المغرب abdelkarim

    choukran jzel

  • المغرب علي حدوشي

    جزاك الله خيرا

  • المغرب مريم

    شكرا جزاك ا لله خيرا

  • المغرب اhassan oeblaid

    chekran jazaka alahe khayran

  • المغرب Rachid

    chokran . jazaka allah khayra

  • السودان أحمد عبده قائد المخلافي

    جزاك الله خير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً