الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم دعاء الأم على ولدها العاق ومدى استجابته

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلي قريبة أرملة، لها ابن عاق، يعمل في بلدة بعيدة عن والدته بحيث لا يزورها إلا في المناسبات، وحين ترسل في طلبه لزيارتها يرفض بحجة العمل، ومن كثرة إلحاحها وعدم تلبية طلبها يئست منه، ودعت عليه بأن تصدمه سيارة، ويفقد رجليه بحيث لا يمشي أبداً، فهي تسأل: هل الله سوف يستجيب لدعائها هذا؟ هل دعاء الأم مستجاب حتى في مثل هذه الحالة؟
وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أم وليد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يصلح هذا الشاب وأن يحفظه.

وبخصوص ما ورد برسالتك: فإنه ومما لا شك فيه أن دعاء الوالدين مستجاب، سواء كان الدعاء للأولاد أو عليهما، كما وعد النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: (ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن -وذكر:- ودعوة الوالد لولده) وفي رواية: (دعوة الوالد على ولده) فهذا الدعاء مما قطع أهل العلم بإجابته، خاصة إذا كان الولد عاقاً، ولا يحسن معاملة والديه، والواقع يشهد بإجابة مثل هذا الدعاء الذي دعت به قريبتك على ولدها، وأنا شخصياً أعرف رجلاً دعت عليه أمه أكثر من أربعين سنة، وما زال أثر هذه الدعوة موجوداً إلى هذا اليوم، ولم يتغير حاله، رغم صلاحه واستقامته.

ولذلك أنصح قريبتك هذه بضرورة الدعاء والإلحاح على الله ألا يقبل دعوتها على ولدها، وأن تجتهد في الدعاء له، خاصة في أوقات الإجابة؛ لاحتمال أن تقع الاستجابة خلال ساعات معدودات اليوم أو غداً والله أعلم .

ولتعلمي أنت وقريبتك أن ما فعلته من الدعاء على ولدها مخالف لشرع الله؛ حيث نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدعاء على الأولاد مهما بلغت إساءتهم، حيث قال صلى الله عليه وسلم: (لا تدعوا على أنفسكم ولا على أولادكم ولا على أموالكم) فهي تعتبر بذلك مخالفة لشرع الله، وكان الأولى بها أن تدعو له بدلا من أن تدعو عليه؛ لأن الدعاء عليه لا يزيده إلا شقاءً وعقوقاً، بل وقد يصاب بما دعت به فيتقطع قلبها حسرات، وتتمنى أن تقطع لسانها ولم تدع عليه، فعليك أن تنصحيها بالتوبة والاستغفار، وأن تجتهد في الدعاء له بالصلاح والهداية والسلامة من كل مكروه، وأن يغفر الله له ويتوب عليه، وأن يعطف قلبه عليها، وأن يعافيه من العقوق.

واحذروا من خطر الدعاء على الأولاد مهما كان عقوقهم وشرهم؛ لأننا بذلك لا نزيدهم إلا سوءاً وشراً وفساداً، وليكن لنا في الأنبياء والمرسلين والصالحين أسوة حسنة، قال تعالى: (( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ))[الفرقان:74].

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر عبد الغتاح احمد جلال

    بسم اللة الرحمن الرحيم ان لم يهدية اللة فلا هادى لة

  • هولندا محمد علي

    العاق لوالديه مجرم ربنا يهديه

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً