الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصيحة في إنقاذ الأخ العاق لوالديه، المختلس لأموال أهله.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي أصغر مني بسنة، وأدرسه وأساعده منذ أن كان صغيراً حتى الجامعة، وهو طالب وليس عنده مصدر للمال، ولكنه يتعمد إثارة المشاكل معي ومع أهلي، وقد التزم فترة وبقي على هيئة الالتزام ولكنه يشوه صورة الملتزمين، ودائماً يعتبرني أغار منه، ويدخل في مشاكل معي لأن عندي راتب وهو ليس عنده راتب.

ويحب أن يمن بعمله ويذلني، ويعلم أني أحتاجه ولكنه لا يساعدني إلا إذا وفرت له ما يريد، ويسرق أموالنا بطريقة غير مباشرة، وهو عاق لأمي وأبي، ويحب أن يتسبب في مشاكل ويُظهر أنه الأخ المثالي، ويحول تصيد الأخطاء لغيره، وقد تعبنا من سلوكه، فهل من حل معه؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا ننصحكم بالاقتراب من والدكم حتى تفوتوا عليه فرص النميمة والإفساد، وتجنبوا التكالب عليه وإظهاره بمظهر المنبوذ المتهم، وطالبوا والدكم أن يتعامل معكم مباشرة في مسألة المصاريف، وأرجو أن يسود العدل في المنزل حتى لا يشعر أنه في درجة ثانية؛ لأن ذلك يدفعه لفعل أشياء يلفت بها الأنظار ويعيد بها لنفسه الاهتمام.

كما أرجو الانتباه للمرحلة التي يمر بها وللرفقة التي يدور معها، ولا تظهروا له عجزكم وانزعاجكم، وحاولوا اختيار أوقات مناسبة لمحاورته ومناقشته؛ فإنه سوف يتأثر بلا شك بأسلوب الحوار لأنه يحفظ له شخصيته ويوصله إلى مرحلة الاقتناع، وقد قيل: (إذا أردت أن تطاع فعليك بالإقناع).

ولا شك أن هذا الشاب سوف يكون على خطر عظيم إذا تمادى في مخالفة تعليمات الوالدة، لأن طاعتها واجبة، وأرجو أن تُشعره الوالدة بأهمية ذلك لتعينه على برها، ورحم الله والداً أعان ولده على البر، وأرجو أن تحاولوا تغيير طريقة التعامل معه، ومن الضروري إعطاؤه قدراً من الثقة المشوبة بالحذر.

وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله وأرجو أن يكثر والداك من الدعاء له فإن دعوتهما أقرب للإجابة، وحاولوا التسامح في الأشياء الصغيرة، وأفضل ألا تسموا ما يأخذه من أموالكم الزائدة سرقة، ولا نقبل أن تصفوه بالسارق لأن هذا سوف يزيد المسألة تعقيداً، كما أن السرقة هي أخذ الشيء خفية من حرزه -المكان الذي يحفظ فيه-، وشقيقكم يأخذ هذه الأموال بعلمكم، وليس معنى ذلك أن ما يفعله حلال أو مقبول ولكن وصفه بالسارق ليس من المصلحة.

نسأل الله له الهداية والسداد ولكم التوفيق والخير، وأرجو أن تتواصلوا معنا بعد محاولة تغيير أسلوب التعامل وملاحظة النقاط التي ذكرناها.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً