الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الضعف الجنسي بسبب الأدوية النفسية ما علاجه؟

السؤال

السلام عليكم

أفيدكم بأنني شاب كنت قد تعالجت من الاضطراب الوجداني الثنائي القطبية، حيث كنت آخذ دواء سيروكسات بواقع حبتين في اليوم، وحبة زيبركسا 10 مج في الليل، وكنت قد تعافيت إلا أنني اكتفيت بالسيروكسات، والمشكلة أنني عند الزواج اتضح أنني مصاب بالعجز الجنسي، وذلك ناتج عن نوعية الأدوية التي كنت أتعاطاها، وهذا ما أفادني به طبيب المسالك البولية؛ مما جعلني في حالة مزرية.

أرجو منكم أن تصفوا لي دواء للاكتئاب لا يؤثر على القدرة الجنسية، ولا يسبب السمنة.

ولكم مني جزيل الشكر والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفق معك أن السيروكسات ربما يؤدي إلى بعض الصعوبات الجنسية، ولكن تختفي بعد أن يتوقف الإنسان عن تناول هذا الدواء.

أما بالنسبة للزيبركسا فإنه لا يسبب أي صعوبات جنسية كما هو معروف عنه.

عموماً الخوف من الفشل الجنسي يؤدي إلى صعوبات جنسية، وهذا عامل نفسي ضروري جداً، فأرجو -أخي الكريم- أن تحرر نفسك من هذا العامل، ثق بنفسك، واعرف أن الممارسة الجنسية هي عملية طبيعية غريزية، وهي تتم في ستر كامل، ولا تراقب نفسك مطلقاً، وتعتبر ممارسة الرياضة مفيدة جداً لتحسين الأداء الجنسي، وأيضاً التوازن الغذائي والراحة الكاملة مفيدة في تحسين الأداء الجنسي.

أما بالنسبة لحالتك التي تعاني فيها من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية فلا أنصحك بتناول مضادات الاكتئاب وحدها؛ لأن مضادات الاكتئاب وحدها ربما تؤدي إلى حالة انشراح زائد، وحالة الانشراح الزائد هي حالة سيئة وغير مرغوب فيها، وفي نظري أنها أخطر من حالة الاكتئاب في بعض الأحيان، الأدوية المناسبة لك هي الأدوية التي توازن المزاج وتحفظ المزاج مثل الدبكين كرونو أو كربونات الليثيم أو التيكرتول أو اللامكتال، ولكن قرار تناول هذه الأدوية يعتمد على استشارة الطبيب المعالج.

أما بالنسبة للأدوية المضادة للاكتئاب، والتي لا تؤثر مطلقاً على الأداء الجنسي، وربما تحسنه، وكذلك تخفف من الوزن، هنالك دواء واحد بهذه الخاصية يعرف باسم عقار (ويلبترين Wellbutrin) وجرعة البداية هي 150 ملم يومياً، ثم ترفع الجرعة إلى 150 ملم صباحاً ومساءً، وفي بعض الحالات قد يحتاج الإنسان إلى 150 ملم ثلاث مرات في اليوم فهو دواء مضاد للاكتئاب، ولا يزيد الوزن، وإنما قد ينقص الوزن، كما أنه لا يؤدي إلى زيادة في النوم، ويعرف عنه أنه قد يحسن الأداء الجنسي، ولا يضر به مطلقاً.

الدواء الثاني من مضادات الاكتئاب هو الفافرين يُعتبر نسبياً من الأدوية التي لا تؤثر سلباً على الأداء الجنسي، كما أنه لا يؤدي إلى زيادة في الوزن، وجرعته تبدأ (50 ملم) ويتم بناؤها بالتدرج وزيادتها حتى تصل إلى 300 ملم في اليوم.

إذن الويلبترين هو الدواء الوحيد الذي يتميز بالسمات التي ذكرتها لك من إنقاص للوزن، وتحسين الأداء الجنسي، ولابد أن أذكر لك في حالات نادرة ربما يؤدي هذا الدواء إلى نوبات صرعية، ولكن هذا نادر جداً.

هنالك عقار يعرف باسم مكلوبمايد، وهو مضاد للاكتئاب، ولا يؤثر سلباً على الأداء الجنسي، ولا يزيد الوزن، ولكن فعاليتها ربما لا تكون بالقوة والشدة المطلوبة.

عموماً هذه هي النصائح التي أستطيع أن أوجّهها لك فيما يخص الأدوية، ولكني أكثر ميولاً لأن تستشير الطبيب، ويمكنك أن تتحاور وتتناقش معه في اسم الأدوية التي يطرحها لك.

ونصيحتي لك إذا كنت بالفعل تعاني من اضطراب وجداني ثنائي القطبية فيجب أن لا تتناول مضادات الاكتئاب وحدها، ولابد أن تتناول معها أحد مثبطات المزاج هذا ضروري جداً.

أسأل الله لك الشفاء والتوفيق والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ياسين

    شكرآ لكم على مجهودكم وجزاكم الله خيرآ

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً