الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاكتئاب بسبب الحساسية الزائدة وسوء التأويل

السؤال

لدي أخت تصغرني بسنة تقريباً، وهي هادئة وحساسة، وتميل إلى الاكتئاب والشعور بالحزن من جراء معاملة الناس لها، وذلك بسبب حساسيتها الزائدة التي لدرجة أنها تعلم ماذا أقصد بكلامي، وتعرف نوايا الناس وطبائعهم، مما أدى إلى تجنبها وقطع علاقتها بكثير من الناس، وأشعر أحياناً بأنها تملك ميزة ألا وهي بأنها تستطيع أن تعرف إذا كان الناس يكرهونها أم لا! ولقد تأكدت من صحة كلامها، وهي أيضاً تتأثر من أبسط المواقف، وكثيرة البكاء، فماذا تنصحوني لأجعلها ترى الحياة أكثر واقعية وتسيطر على عواطفها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بنانه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

نشكرك على اهتمامك بأختك.

الأوصاف التي ذكرتها تدل بالطبع أنها بالفعل حساسة، ولكن في نفس الوقت أرى أنها ربما تكون لديها درجة من الشكوك ودرجة من سوء التأويل وعدم حسن الظن بالناس، وهذه ربما تكون علة في شخصيتها، الانطواء، الانزواء، الحساسية، عدم الثقة بالناس... هذه مشاكل في الشخصية في أغلب الأحيان.

وهنالك أيضاً أمراض تكون بداياتها قليل من الاكتئاب والشكوك وعدم التفاعل مع الآخرين، فيجب أن نتعامل مع الموضوع بعقل مفتوح وذلك بأن نضع جميع الاحتمالات.

عموماً مساعدتها تتم بالتناصح معها وبأن تُشعر بأنها لها وضعها في المنزل وأنه مرغوب فيها وأن تستشار حتى في الأمور البسيطة، فهذا يرفع من ثقتها في نفسها، وبعد ذلك تكون هنالك محاولة للتحدث معها من أجل أن ننقلها من مرحلة الحساسية والشك حيال الآخرين إلى مرحلة الحيادية، أن تكون محايدة على الأقل، ثم بعد ذلك ننقلها إلى مرحلة الثقة بالناس، ومرحلة الحيادية هذه هي أن تغير فكرها المضاد للآخرين بفكر آخر وهو أن أفكارها ربما تكون ليس صحيحاً، ولماذا لا تحسن الظن بالناس؟ أو لماذا لا تتوقف عن أن تكون مشغولة بالآخرين؟ فهذا بالطبع يساعدها كثيراً، ثم بعد ذلك تُعطى أمثلة عن بعض الأشخاص الذين يعرف عنهم حسن السلوك والوجود الاجتماعي الفاعل، وكما لابد أن تعرف أن الناس ليسو بشريحة واحدة، فهنالك الصالح وهنالك الطالح، وهنالك أنواع كثيرة من الناس في طبائعهم وسلوكياتهم، فعليها بالتعامل مع الطيبين ومع الخيرين، وعليها أن تفتح صدرها وقلبها وعقلها، وعليها أن تكون صداقات مع زميلاتها، وعليها أن تكون ذات نشاط في محيط المدرسة، ويمكن أن تستعين بالباحثة النفسية أو الباحثة الاجتماعية الموجودة وأن تفضي لها بكل مشاعرها وأفكارها؛ لأن التفريغ النفسي أيضاً يساعد كثيراً في بناء الشخصية وإزالة الحساسية وإزالة التوتر..

هذا هو الذي أنصح به في هذه المرحلة، وإذا كانت أفكارها الشكوكية خاصة أن الناس يكرهونها إذا كان شيء أكثر مما يجب ففي نظري سيكون من الأفضل عرضها على طبيب نفسي؛ لأن هنالك بجانب الاضطرابات الشخصية هنالك مرض يعرف بالمرض الظناني أو المرض الباروني يعتبر حالة نفسية أساسية لابد أن تعالج أيضاً عن طريق الأدوية، وإن كان هنالك اكتئاب حقيقي أيضاً لابد أن تُعطى بعض الأدوية التي تساعدها، فربما ليس من الصحيح في هذه المرحلة أن أقوم بالنصيحة بوصف أي نوع من الأدوية لها، ابدئي بالأشياء البسيطة وهي المساندة والاستبصار وأن تتحدث معها الباحثة الاجتماعية أو المرشد النفسي بالمدرسة، ثم بعد ذلك مراقبتها، وإذا لم يتحسن الأمر لا نتوقع بالطبع التغير في يوم وليلة، التغير في الشخصية يأخذ وقتا، فإذا لم يحدث هذا التغير أو كان مستوى شكوكها وظنانها مرتفع هنا لابد أن تقابل الطبيب النفسي، ونحن على استعداد كامل للاستماع إليك مرة أخرى وتلقي أي رسالة تساعد من أجل تحسين صحتها النفسية، وإن شاء الله سوف نساهم بما نستطيع، وجزاك الله خيراً مرة أخرى على اهتمامك بشأنها.

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً