الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من تساؤلات وسواسية تحمل صفات القلق النفسي، كيف أتخلص منها؟

السؤال

في بداية الكلام أحمد الله وأشكره، ومن ثم أنتم على ما تبذلونه في هذا الموقع الطيب من خير وصالح للمسلمين والمسلمات.

وفيما يتعلق بمشكلتي، فإني في هذه الأيام قد أصبحت كثير التفكير في كل شيء. فإذا حدث أي حدث "طبيعي" فإني أجد نفسي لا أكتفي باستيعاب الحدث فقط، بل أتمعن فيه بصورة أكبر لأعرف ما وراءه، والحكمة منه.

وهذا الشيء أفقدني التمتع بما أنعم الله به علي من الكثير من النعم، وفي بعض الأحيان حتى في الأمور التي فطرها الله، فمثلاً أسأل نفسي: لماذا هذا يضحكنا، وذاك يبكينا؟ أعلم بأن هذه الأسئلة سخيفة، ولكنها للأسف ترد على بالي.

أفيدوني أفادكم الله ما هو السبيل للخروج مما أنا فيه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ناصر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله الذي أنعم عليك بكثير من النعم، ونسأل الله تعالى أن يديمها عليك.

هذه الظاهرة التي تتحدث عنها تدل على أن شخصيتك هي ما يعرف (الشخصية "أ") والشخصية (أ) دائماً هي شخصية ساعية للنجاح وشخصية حية الضمير وشخصية متواصلة، ولكن يعيبها أنها ربما تجسم الأشياء الصغيرة في بعض الأحيان، وربما تدخل في حوار فلسفي، وهذا بالطبع يؤدي إلى الطابع الوسواسي في بعض الأحيان، وهذا هو الذي حدث معك بالضبط، فأنت تتعمق في الأمور وتحللها بتدقيق شديد، وتبني فكرة كبيرة على فكرة بسيطة تؤدي إلى تساؤلات وسواسية، هذه التساؤلات الوسواسية تحمل صفات القلق النفسي أيضاً.

بالطبع أدعوك لتجاهل هذه الظاهرة، أعرف أنها متسلطة عليك وأعرف أنك تؤمن بسخفها، ولكن في ذات الوقت الذي أدعوك له هو أن تعمل على تحقيرها وتقول لنفسك: أنا سوف آخذ الأمور ببساطة أكثر، وحاول أن تجري حواراً داخلياً، بأن الإنسان قد يتساءل عن كل شيء وقد لا يصل إلى نتيجة مطلقة، فذلك يعني محدودية فكر الإنسان، وحين تأتيك هذه الأفكار قل لنفسك بصوت داخلي قوي: (قف، قف، قف) بمعنى أنك تخاطب الفكرة وتدعوها إلى التوقف.

أيضاً أمر آخر وهو أن تمارس الرياضة -أي نوع من الرياضة- خاصة رياضة المشي أو الجري، فقد وجد أنها جيدة وممتازة جدّاً.

يأتي بعد ذلك أنه لا مانع أن تتناول جرعة علاجية من أحد الأدوية البسيطة التي تساعد كثيراً في مثل هذه الحالات، وأفضل الأدوية لعلاج مثل هذه الحالات هو العقار الذي يعرف باسم (فلوكستين Flyxttine)، ويسمى تجارياً باسم (بروزاك)، وجرعته هي كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ويفضل أن تتناوله بعد تناول الطعام، علماً بأن هذا الدواء غير إدماني ولا يسبب أي آثار جانبية سلبية، وفي نفس الوقت سوف يساعدك كثيراً في التخلص من هذه الأفكار.

أرجو أن تطبق التمارين السلوكية السابقة وتناول الدواء الذي وصفته لك، وأرجو أن أؤكد لك بصفة قاطعة أن مثل هذه الأفكار الوسواسية تكون عارضة في كثير من الأحيان، بمعنى أنها لا تستمر لفترات طويلة، ولكن بالطبع تطبيق الإرشادات السابقة وتناول الدواء سوف يقضي عليها تماماً -بإذن الله تعالى-.

أسأل الله لك الشفاء والعافية، وجزاك الله خيراً.

وبالله التوفيق.

لمزيد من الفائدة راجع ما يلي:

علاج كثرة التفكير سلوكياً : (263330 - 269396 - 278619).

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً