الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التعدد وجماله في شريعة الإسلام

السؤال

السلام عليكم.

مشكلتنا في عائلتنا هي اكتشافنا أن أخي له زوجة ثانية وأولاد في السر، والمشكلة أن حالته المادية أصبحت متدهورة، ونشعر وكأنه غلبه الزمان ويشتكي كثيراً، علما أننا جميعاً لنا مشاكلنا ومسئولياتنا.

سؤالي: كيف نعالج هذا الموضوع بدون أي خسائر؟ وهل علينا التعرف على زوجته وأولاده؟ ولو أن هذا الموضوع مرفوض عند عائلتي لأنهم يعتبرونه صدمةً كبيرة.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن للزوجة التي عرفتم أمرها مؤخراً حقوقها الشرعية الكاملة، وليس من شرط الارتباط بالزوجة الثانية أن يخبر الإنسان كل الناس، ولكن يكفي أن يكون العقد صحيحاً ومعلناً ومتطابقاً مع المقاييس الشرعية، فأرجو أن تتلقى العائلة الخبر بهدوء وحكمة، وأرجو أن تعاونوه على ما يواجه من الصعوبات حسب استطاعتكم.

وكم تمنينا أن تكون مثل هذه الأمور واضحة وأن يحيط الرجل أهله علماً إذا رغب في الزواج بثانية، وأفضل من ذلك أن يعاونوه ويتكلموا بلسانه، ولكن إذا لم يحصل هذا فلا أقل من أن يعلم بذلك الفضلاء والعقلاء؛ لأن في ذلك رعاية للحقوق وحفظاً للتوازن الأسري.

ونحن في الحقيقة نقول هذا الكلام مع رفضنا لما يتبادر إلى الأذهان وتفادياً لما تنطق به الألسن من كلمات لا ترضي الله في مثل هذه الأقوال، حتى وجد من يقول لمن يتزوج بثانية: إنه (فاحش)! بل وجد في قوانين وأنظمة الظلمة من يمنع التعدد مع إباحة الفسوق والزنا واتخاذ الصديقات، فالخيانة الحقيقية مباحة عندهم والزواج الشرعي خيانة وجريمة يحاكم عليها القانون والعياذ بالله!

وأرجو أن يعلم الجميع أن التعدد مباح في شريعة الله، ولكن له شروط وضوابط:

فلابد من القدرة على العدل، والقدرة على تحمل المسئولية ورعاية الذرية، وليس من حق الزوجة الأولى والثانية أن تطالب بطلاق أختها لتستفرغ ما في إنائها.

كما أرجو أن تتذكروا أن أولاده من الزوجة الأخرى هم أيضاً أبناء لكم ويلتحقون بكم وأسرتكم، وكم تمنينا أن تحاول كل زوجة أن تهتم بزوجها حتى لا يلتفت إلى غيرها؛ لأن الرجل في الغالب يدفع إلى التعدد لأسباب وأسباب، والشريعة التي تأمر برجمه إذا وقع في الزنا هي الشريعة التي تبيح له أن يتزوج بأكثر من واحدة.

وليت كل متزوج بأكثر من واحدة يتأسى برسولنا وبسلف الأمة في إقامة العدل حتى لا يكون سبباً في تشويه الصورة الجميلة للتشريع الإسلامي، وقد شهد بجوانب العظمة في مسألة التعدد الأعداء قبل الأصدقاء وأهل الملل الأخرى قبل أن يعرف فضله وحكمته كثير ممن ينتسب لهذا الدين، بل وقد وجد في ديار الغرب من ينادي بتطبيق التعدد كما جاء في شريعة الإسلام؛ لما في ذلك من إكرام المرأة قبل الرجل حيث يجعلها لا تنال إلا على أسس وقواعد عظيمة جاءت بها شريعة الله، ووجد فيهم من يقول: (إن التعدد موجود في كل مكان، ولكن شريعة الإسلام تميزت بأنها قننته ووضعت له قواعد وضوابط).

والحقيقة التي ينبغي أن يعرفها الجميع هي أن الإسلام لم يأت بالتعدد وإنما جاء ليوقف الفوضى، فنظم التعدد ووضع له شروطاً وآداباً، وظهر ذلك نظرياً وعملياً من خلال هدي النبي صلى الله عليه وسلم، الذي لم يترك العدل بين زوجاته حتى في أيام مرضه، حتى أشفقن الزوجات، وأذن له في أن يمرض في بيت عائشة الصديقة، فمات عليه الصلاة والسلام بين حاقنتها وذاقنتها.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً