الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لزوم البقاء في مجتمع فاسد للإصلاح

السؤال

السلام عليكم.

أعيش في قرية عربية صغيرة، وأهل هذا البلد بينهم حقد وكراهية شديدة، وقلوبهم سوداء مظلمة، وقد وصل بهم الأمر إلى أنهم يغتابون بعضهم البعض وهم في طريقهم إلى المسجد، وكذلك في المسجد، وبعد الصلاة، وهذه القرية بجانب مدينة يهودية في فلسطين المحتلة، وقد تم بناء المسجد منذ سنة، وبعد سنتين سأنتهي من التعليم في الثانوية، فهل تنصحوني بأن أبقى فيها أم أذهب إلى مدينة عربية مسلمة؟!

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Dss حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإننا ننصحك بالبقاء للإصلاح، واعلم أن المصلح كالمصباح لا يقول: ما بال الدنيا مظلمة؟! ولكنه يقول: ها أنذا مضيء، ولأن يضيء الإنسان شمعة خير من أن يعلن الظلام، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن ينفع بك أهل بلدك والأرحام، وأن يحشرنا جميعاً في صحبة رسولنا عليه الصلاة والسلام.

ولا شك أن الأمراض المذكورة هي أمراض قاتلة ومدمرة للمجتمعات، وهي من الذنوب التي تأكل كل حسنات أصحابها، حتى يجدوا أنفسهم مفلسين يوم يقوم الناس لرب العالمين، وهكذا تفعل الذنوب المركبة التي هي حق لله وحق للمخلوق، مثل الغيبة والظلم.

وأما الحقد والحسد فهما ينبوع كل شر، وهي ذنوب تأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، وإذا ترك كل إنسان يُنتظر منه التوجيه والخير قريته، فمن الذي يتولى مهمة الإصلاح التي هي رسالة الأنبياء وأهل الفلاح؟!

وأرجو أن تكون البداية ببيان خطورة ما يحصل، وطلب مساعدة من تتوسم فيهم الخير، ووطن نفسك على الصبر؛ فإن ثواب الدعوة عظيم، ولا يوجد عسل بلا شوك ومعاناة، ومهر الجنة غال، والطريق طريق الأنبياء عليهم صلاة رب الأرض والسماء، ولست أدري إذا لم نغير تلك الصفات السيئة، فما هو الفرق بيننا وبين العدو الذي يجاورنا ويحاربنا؟

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بضرورة أن تكون قدوة حسنة لهم، وعليك بكثرة الدعاء لنفسك ولهم، نسأل الله لك الإعانة والتوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً