السلام عليكم
أنا شاب فقير قد سئمت من الحياة، وبالأخص فيما يتعلق بموضوع الزواج وذلك لكوني فقيراً..
وعندما أقدمت على هذه الفكرة صدمت بأنها بحاجة إلى تكاليف كثيرة، فهل أقدم على الزواج؟ مع أني لا أملك المنزل، والإيجار في بلدنا مرتفع جداً؟

علماً بأني سأسافر عما قريب إلى أوروبا للاختصاص...وهذا ما يزيد الطين بلة كما يقال.

كيف أوفق بين تكاليف السفر "طبعاً السفر عبارة عن بعثة علمية على حساب الحكومة في بلدي " وتكاليف الزواج وكلها أتت في آن معاً؟

عانيت مع والدتي كثيراً حتى أقنعها بالخطبة فقط، وكان في كل مرة جوابها "كيف ستدخل إلى منزل الناس وأنت فارغ اليدين"؟

طبعاً حاولت العمل جاهدا إلا أن تكاليف السفر ودورات اللغات كانت كفيلة بسحق ما أدخره.
إنني مستبشر خيراً إلا أنني أشعر بالضيق جداً.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هنيئاً لمن يستشير ويتفاءل بالخير، والله سبحانه في عون طالب العفاف، كيف وقد قال في كتابه: ((وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ))[النور:32]، وكان السلف يلتمسون الغنى في النكاح، يتأوّلون هذه الآية، وفي النكاح سبيل للغنى؛ لأن المرأة تأتي برزقها؛ ولأن طعام الاثنين يكفي الأربعة والعبرة في الأرزاق ببركتها لا بكثرتها بالإضافة إلى المعنى الوارد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: (وهل ترزقون إلا بضعفائكم بذكرهم وصلاتهم وإخلاصهم).

قد ثبت بالتجربة أن كثيراً من الناس يكثر رزقهم بعد الزواج، وذلك لأن الإنسان يعرف قيمة المال فلا يسرف، ولأنه يشعر بالمسئولية فيجتهد ويبحث عن أعمال إضافية فتكثر - بإذن الله - الخيرات التي عنده، وهناك أشياء تكون سبباً لبركة الرزق وزيادته وهي كما يلي:

1- اللجوء إلى الله، فإن الخير بيده وهو على كل شيء قدير.
2- كثرة الاستغفار كيف وقد قال الله: ((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ))[نوح:10].
3- بر الوالدين وصلة الرحم: (من أحب أن يبسط له في رزقه).
4- الصدقة ولو بالقليل.
5- الاستقامة على دين الله.
6- المواظبة على الصلوات والسجود لرب الأرض والسموات، وهذا المعنى أخذه العلماء من قوله: ((وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى))[طه:132].
7- تقوى الله في السر والعلن فهي مفتاح للأرزاق، ((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ))[الطلاق:2-3].

إذا كان سفرك بعثة علمية فإن ما تعطى في البعثة تستطيع أن توفر منه، وأرجو أن تجد في أهلك من يعاونك وإذا صدقت بنيتك سهّل الله أمرك وقدر لك الخير.
ونسأل الله لك التوفيق والسداد.