الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سراب العلاقات العاطفية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب تبت من الأفعال الخبيثة كالتدخين وغيره -ولله الحمد- وقد قرأت كثيراً واستفدت من تجارب غيري، وكثيراً ما خطر ببالي فكرة الزواج من فتاة مسلمة حسنة الخلق، وحينها تعرفت على فتاة تريد الحلال وأفكارها حسنة، وتحدثنا عن الزواج لكننا اختلفنا في المدة التي تسبق الخطبة والزواج، فكان جوابي أني أريد عامين لكي أوفر كل ما نحتاجه للظفر بحياة مليئة بالسعادة الزوجية.

علماً بأني لا أريد أن ألعب بمشاعر هذه الفتاة، ولكن أحتاج بعض الوقت لكي أكون مؤهلاً بالكامل، فما نصيحتكم لي؟!
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عماد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الفترة المذكورة طويلة، واستمرار أي علاقة بهذه الطريقة دون وجود رابطة شرعية معلنة أمر ترفضه شريعة الله جملة وتفصيلاً، وليس في مثل هذه العلاقات مصالح تذكر، لأنها تقوم على المجاملات وذكر الحسنات وإخفاء السلبيات، والأخطر أن مثل هذه العلاقات تكون خصماً على سعادة الأزواج والزوجات.

ومن هنا فنحن ندعوك إلى إيقاف هذه العلاقة والسعي في تصحيح الأوضاع بالاستغفار ثم بالمجيء للبيوت من أبوابها، وإذا كانت هناك رغبة فلابد من التقدم لطرق الأبواب حتى تكون الأسرة على علم واطلاع حتى لا تنتظروا السراب، وذلك لأنك لن تعلم بموافقة أهلها ولن يتأكدوا من صدقك إلا إذا طرقت الباب، وأما إذا لم يحدث منك أي خطوة إيجابية فلا ننصحك بالاستمرار ولا ننصح الفتاة بالتردد إذا طرق بابها الشاب المناسب صاحب الدين والأخلاق ووجدت في نفسها الميل.

ونحن إذ نشكر رغبتك في الحلال ونبشرك بمعونة الكبير المتعال ندعوك إلى البعد عن هذه الفتاة وعن غيرها، حتى تتهيأ لك الظروف المناسبة، ولا مانع من أن تهيئ نفسك ثم تتقدم للفتاة المذكورة، ولكن دون أن تحصل اتصالات ومراسلات؛ لأن كل هذه الخطوات ينبغي أن تحصل بعد الرغبة المعلنة والموافقة المعلنة، وأن تكون كل تلك الأشياء وفق الضوابط الشرعية والعادات الصحيحة المرعية، واعلم أن البدايات الخاطئة لا توصل إلى النتائج الصحيحة.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، ونسأل الله لك التوفيق والهداية والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً