الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التوقف عن بعض الأدوية الإدمانية لعلاج مشاكل النوم

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أستعمل عقار (كلونازيبام) بجرعة (0.5) منذ ثلاثة أشهر بسبب مشاكل في النوم، وهي السقوط من مكان مرتفع عند بداية النوم، فما طريقة سحب (ترك) الدواء؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رسول حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن جرعة (كلونازيبـام Clonazepam) أو ما يعرف باسمه التجاري بـ (كلونوبين Clonobin) أو (ريفوتريل Revotril) التي تتناولها هي ليست جرعة كبيرة، فإذا كنت تتناول نصف مليجراما ليلاً فلا تعتبر هذه جرعة كبيرة، ولكن في نفس الوقت يجب أن ننصحك بأن تتحوط في سحب هذا الدواء والتوقف عن تناوله؛ لأن استعماله لأكثر من ستة أسابيع ربما يؤدي إلى الإدمان، ويظهر هذا الإدمان في صورة أنك تبدأ في رفع الجرعة؛ لتتحصل على نفس الفائدة التي كنت تتحصل عنها سابقاً وهي تحسن النوم.

وأنت تستعمل الدواء منذ ثلاثة أشهر، وقد تعديت المدة التي يُنصح بها، ولكن بسبب صغر الجرعة التي تتناولها فإن شاء الله سوف ينتهي الأمر على خير.

فأنصحك أولاً: بتطبيق الآليات التي تحسن نومك – الآليات الطبيعية – وتتمثل في أن تتجنب النوم في أثناء النهار، وأن تمارس الرياضة بصفة يومية، ولكن يجب أن لا تمارس هذه الرياضة في وقت متأخر من الليل؛ لأن ذلك قد يرفع من درجة اليقظة، وتجنب بصورة تامة تناول الشاي أو القهوة أو محتويات الكافيين Caffeine مثل البيبسي والكولا، لا تتناولها مطلقاً بعد الساعة السادسة مساءً.

وعليك أن تذهب إلى فراشك من أجل النوم في وقت معلوم، فحين تعود نفسك على نمط ومكان معين وزمان معين للنوم هذا يُشجع ما يعرف بالساعة البيولوجية، وينتج عن ذلك أن يتحسن النوم تلقائياً، وعليك بالحرص على أذكار النوم فهذا يعتبر من الأمور الضرورية لأن ينام الإنسان نوماً هانئاً، فأرجو أن تكون حريصاً على ذلك، فهذه إرشادات عامة تحسن الصحة النومية بصورة ممتازة.

يبقى بعد ذلك التخلص من الكلونازيبـام، أنصحك من هذه الليلة أن تتناول ربع مليجراما ليلاً، واستمر على هذه الجرعة لمدة أسبوعين، وبعد ذلك تناول ربع مليجراما ليلة بعد ليلة – مرة واحدة كل ليلتين – واستمر على هذه الجرعة لمدة أسبوعين أيضاً، ثم بعد ذلك تناول الدواء بمعدل ربع مليجراما مرة واحدة كل ثلاث ليالٍ، وهذا يكون أيضاً لمدة أسبوعين، وبعد ذلك توقف عن الدواء.

هذا نوع من التدرج البطيء والمعقول والذي لن يؤدي إن شاء الله إلى أي آثار انسحابية، وإذا كنت تحس بقلق وتوتر حقيقي يمنعك من النوم فلا مانع أن تستعمل أحد الأدوية السليمة ولفترة محدودة، والدواء الذي أرشحه في حالتك هو عقار يعرف تجارياً باسم (ريمارون Remeron) ويعرف علمياً باسم (ميرتازبين Mirtazapine)، وهو في الأصل مضاد للاكتئاب وللقلق، ولكنه يعرف أنه يحسن النوم جدّاً، والجرعة المطلوبة في حالتك هي الجرعة الصغرى، وهي نصف حبة ليلاً ساعتين قبل النوم، والحبة تحتوي على ثلاثين مليجراما، إذن يمكنك أن تتناول نصف حبة (خمسة عشرة مليجراما) ساعتين قبل النوم، واستمر على هذه الجرعة لمدة شهرين أو ثلاثة، ثم توقف عن تناوله، فهذا الدواء سليم وغير إدماني وغير تعودي.

نسأل الله لك العافية والشفاء ونوماً هنيئاً وأرجو أن تتبع الإرشادات التي ذكرتها لك.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً