الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف والخجل

السؤال

السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي هي أني كثيرة الخوف والخجل والجبن ولا أحب الخروج من البيت!

أيضاً ما أثر بي كثيراً، ولا أعرف ما هو السبب رغم أني أملك طموحا ظهر منذ الصغر أنه طموح كبير فعلاً ويحتاج إلى الجرأة، وأنا لا أملكه، ولا أعرف ما السبب؟!

أرجو منكم أن تساعدوني، وشكراً جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ م.ك حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ونرحب بك في موقعك هذا.

فإني أستطيع أن أستنبط وأستنتج من رسالتك أنك تعاني من مخاوف مصحوبة بالخجل، وهنالك ثلاثة أمور لابد أن نفرق بينها، وهي:

(1) الخجل والانطواء، وهذا قد يكون جزءاً من البناء النفسي للشخصية.

(2) الحياء، وهو لا شك من القيم الإنسانية الرفيعة وهو من الإيمان - كما قال صلى الله عليه وسلم: (الحياء من الإيمان)، ومن الخير كما قال صلى الله عليه وسلم: (الحياء خير كله) أو (الحياء كله خير).

(3) الخوف الاجتماعي، والذي هو نوع من القلق يصيب الإنسان بخوفٍ حين يواجه موقفاً اجتماعياً معيناً كالتحدث أمام الآخرين، أو تناول الطعام في مكان عام...وهكذا.

أقول لك: إن الخوف والخجل بصفة عامة يعالج بواسطة إدخال مفاهيم مغايرة له، وأول هذه المفاهيم هو أن تعيدي تقييم نفسك، وأنت ذكرت أنه لديك الطموح، وهذا الطموح يجب أن يكون دافعاً قوياً لك بأن تضعي برامج واضحة للتفاعل مع الآخرين.

وابدئي بأهل بيتك، كوني دائماً في حضور، ارفعي من ثقافتك ومعرفتك، وذلك عن طريق الاطلاع أو الاستماع للبرامج التليفزيونية المفيدة، ومن خلال ما تكتسبينه من معرفة حاوري أهلك واطرحي هذه الموضوعات للنقاش من وقت لآخر، وهذا بلا شك سوف يُكسبك مهارة كبيرة ويزيل الخجل.

ويمكن أيضاً أن تطبقي نفس المنهج مع صديقاتك في الدراسة، مع معلماتك، وتذكري دائماً أن الآخرين ليسوا بأفضل منك أو أشجع منك أو أمهر منك، وحاولي دائماً أن تتخذي قدوة من المتميزات من الطالبات، هذا - إن شاء الله تعالى – يبني تصورا إيجابياً جديدا عن نفسك، وأنا أؤكد لك أن الإنسان لديه طاقات نفسية داخلية إيجابية مختبئة يمكن أن يخرجها ويستفيد منها وذلك بإقناع نفسه بأنه لديه مقدرات وأن التغير يأتي منه وليس من الآخرين أو من خلالهم.

أنصحك كثيراً أن تتحدثي بصوت عالٍ، هذا أحد الفنون البسيطة جدّاً التي تساعد الناس على التخلص من الخجل، وأنصحك أيضاً بأن تنظري إلى الناس في وجوههم حين تتحدثين خاصة زميلاتك ومعلماتك، شاركي في النشاطات المدرسة، انضمي إلى الجمعيات الطلابية الفاعلة، هذا كله - إن شاء الله تعالى – يساعدك كثيراً.

بقي أن أقول لك: إذا كان الأمر متعباً ومعيقاً دائماً لك ويسبب لك القلق ربما يكون أيضاً من المفيد أن نصف لك دواءً بسيطاً يعرف عنه أنه ذو فعالية جيدة في علاج هذا النوع من الخوف والخجل. الدواء يعرف تجارياً باسم (فافرين Faverin) ويعرف علمياً باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine) أرجو أن تتناوليه بجرعة بسيطة وهي خمسون مليجراماً يومياً، تناوليها ليلاً بعد الأكل، واستمري على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

ممارسة الرياضة الجماعية مع بقية الفتيات أيضاً تدعم المهارات الاجتماعية، والمشاركة في حلقات تحفيظ القرآن وذلك بالانضمام إلى أحد المراكز النسوية يساعد أيضاً في تطوير المهارات بصورة واضحة وجيدة. وبإذن الله تعالى فإن أخذك بكل ما ذكرناه لك وتناول الدواء البسيط الذي وُصف سوف يجعل منك - إن شاء الله تعالى – إنسانة ذات مهارات اجتماعية عالية وسوف يزول عنك الخوف والخجل.

أسأل الله تعالى أن يعينك وأن يحفظك، وعليك بالتركيز في دراستك حتى تكوني من المتميزين والمتفوقين؛ لأن ذلك أيضاً سوف يرفع من مهاراتك الاجتماعية وثقتك في نفسك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك – مرة أخرى - على التواصل مع إسلام ويب.
وبالله التوفيق.

وللاستزادة حول علاج المخاوف سلوكياً، يمكنك مراجعة هذه الاستشارات:
(262026 - 262698 - 263579 - 265121 ).

وكذا علاج الخجل سلوكياً (267019 - 1193 - 226256 - 259955).

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً