الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

البحث عن الزوجة الصالحة مجدداً

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

كنت قد خطبت فتاة أحبها جداً وأتقي الله فيها، ولكن قبل عقد القران بأيام تركتني بطريقة غامضة رغم مرور 8 أشهر، لم أعرف السبب؟ ولقد سمعت أنها تزوجت، ما زلت إلى الآن أحس بغصة في القلب ولم أستطع النسيان، طوال حياتي لم أقم بعلاقة مشبوهة مع امرأة، وكنت أنتظر تلك اللحظة بفارغ الصبر بعد تضحيات ومشقة لا يعلمها إلا الله، أما الآن فأصبحت أشعر أن لدي إعاقة في هذا المجال، حاولت البحث عن زوجة أخرى لكني أتراجع لم أستطع، فهل هذا ضعف إيمان؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mousslim حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد أحسنت أيها -الأخ الحبيب- في عدم إقامة علاقات مشبوهة مع النساء، وتيقن أن عاقبة تقوى الله تعالى خير لك في دنياك وآخرتك، فإن من أطاع الله لم يفته شيء، كما أن من عصى الله لم يربح شيئاً، ولا خير في لذة من بعدها النار.

وأما فراق هذه المرأة لك وتزوجها من شخص آخر فلعل الله أراد لك به الخير، فإنك لا تدري أين الخير، والله تعالى يقول: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)، [البقرة:216].

فنصيحتنا -أيها الأخ الحبيب- أن لا تعذب نفسك بالحسرات على هذه الفتاة، وأن ترضى بما قدره الله تعالى لك، وأكثر من دعاء النبي -عليه الصلاة والسلام-: (واقْدُر لي الخير حيث كان ثم رضّني به).

وينبغي أن تتذكر أن الله تعالى رحيم بعباده، فهو أرحم بك من والدتك، ومن ثم فإنه لا يقدر عليك إلا ما فيه الخير لك، وإن كان هذا الخير على خلاف هوى نفسك ورغبتها، والذي ننصحك به الآن هو التالي:

1- ابحث عن امرأة متدينة صالحة تصلح لأن تكون ربة بيتك وأمّاً لأولادك.

2- إن وجدت بُغيتك فاستشر من تثق فيه من أقاربك وأهلك.

3- إذا رأيت الإقدام على خطبتها فصل ركعتين نافلة للاستخارة، ثم ادع الله تعالى بدعاء الاستخارة، ثم أقدم على ما تريد، فإن كان خيراً فسيتم، وإن لم يتم فاعلم أنه شر صرفه الله عنك فاحمد الله تعالى وأكثر من شكره ودعائه.

والاستخارة كما ورد عَنْ جَابِرٍ -رضي الله عنه- قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن يقول: إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (هنا تسمي حاجتك) خيرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال: عاجل أمري وآجله، فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، اللهم وإن كنت تعلم أن هذا الأمر (هنا تسمي حاجتك) شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال: عاجل أمري وآجله، فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم ارضني به ويسمي حاجته)، وفي رواية: (ثم رضني به).

يسر الله أمرك وقدر لك الخير حيث كان، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً