الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مواصفات شريكة الحياة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أسأل الله أن يجزيكم خيراً على هذا المجهود وأن يجعله في ميزان حسناتكم، وبعد:

فقد قدمت استشارتي مسبقاً برقم 294814 وقد استفدت منها وأنا الآن أبحث عن شريكة الحياة، ولكني لا أدري أين أجدها وما هي المواصفات التي لا ينبغي أن أتنازل عنها، وهل التكافؤ العلمي والمادي شرط، وما هي حدوده، وهل يسهل أن أجد من توافق على الارتباط وأنا ما زلت طالبا، أنا في حيرة من أمري فدلوني، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن النساء كثيرات والصالحات بحمد الله متوفرات، والفلاح لمن قدم الأخلاق والدين، وعمل بوصية رسولنا الأمي الأمين عليه صلاة مالك يوم الدين، ومرحباً بك في موقعك وبين آباء وإخوان ناصحين، ونسأل الله أن يلهمك رشدك وأن يحشرنا جميعاً في جنة النعيم.

لا شك أن حسن الاختيار لشريكة العمر من أهم ما ينبغي أن يحرص عليه كل عاقل إن لم يكن الأهم، والمرأة الصالحة عون لزوجها على كل الخيرات، والدنيا متاع ومن خير متاعها المرأة الصالحة التي تسر زوجها إذا نظر وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه في نفسها ومالها، ولا يرى منها إلا الخير، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (تُنكح المرأة لأربع: لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها) هذا ما يطلبه الناس في النساء، ثم قال صلى الله عليه وسلم: (فاظفر بذات الدين تَرِبت يداك) وإذا وُجد الدين فإنه يغطي ويعالج كل خلل، وقد أحسن من قال:

وكل كسر فإن الدين يجبره *** وما لكسر قناة الدين جبران

وعندما أراد الإمام أحمد أن يتزوج أرسل إحدى قريباته فجاءته وقالت له: وجدت لك فتاتين أحدهما بارعة في جمالها متوسطة في دينها، والثانية متوسطة في جمالها قوية في دينها، فقال رحمه الله تعالى: (أريد صاحبة الدين) فعاش معها ثلاثين سنة وقال يوم وفاتها: (والله ما اختلفنا في كلمة) أما بقية الشروط فهي كما يلي:

(1) أن تكون من أسرة مستقرة.
(2) أن يختارها ويرتاح إليها وترتاح إليه؛ لأن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.
(3) أن تتم الإجراءات وُفق الضوابط الشرعية، وذلك بالمجيء للبيوت من أبوابها ولا خير في الذين لا يعملون بهذا الشرط.
(4) أن تتم الرؤية الشرعية ويحصل بعدها الميل والارتياح والقبول وأن يكون كل ذلك مشتركاً.

أما بالنسبة للشروط المساعدة للنجاح في الغالب فمنها:
(1) وجود توافق في المستوى العلمي والاجتماعي والثقافي.
(2) الفوز بموافقة الوالدين من الطرفين.
(3) عدم وجود فوارق كبيرة في العمر.
(4) حسن السمعة والسيرة.
(5) وجود الصلاح والتقوى في المتزوجين وأسرهم.

ووصيتي لك بعد تقوى الله تعالى ثم بكثرة اللجوء إليه تتمثل في الآتي:
(1) لا تعمل أي خطوة إلا بعد استخارة واستشارة.
(2) اقترب من والديك وتفاهم معهم قبل كل شيء والتمس رضاهم.
(3) لا تجعل الفترة بين الخطبة والزواج طويلة.
(4) لا تطرح الفكرة إلا بعد تجهيز نفسك بالأشياء الأساسية، إلا إذا وجدت من الأسرة استعدادا لمساعدتك مادياً ومعنوياً.
(5) اصطحب أهلك وأسرتك عند التقدم لطلب يد الفتاة.

ونسال الله أن يقدر لك الخير وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه، وأن ييسر لشبابنا أمر الزواج، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً