الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فقدت الخشوع في الصلاة وأشعر بضعف إيماني، فأرجو النصيحة!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب أعاني من مشكلة إيمانية تتمثل في شعوري بضعف إيماني، ففي الصلاة لا أشعر بالخشوع، بالإضافة إلى ذلك أنني أنشغل في أمور الدنيا أثناء الصلاة، أحاول أن أتجاهل هذه الأمور، وأن أخشع في الصلاة، فأنجح وأظل على هذا الوضع قليلاً، ثم أعود في التفكير بأمور الدنيا.

أيضا في حفظي للقرآن، أحفظ بصعوبة وأنسى ما حفظت، مع أنني كنت أركز في صلاتي قبل فترة ليست بالطويلة، وكنت أحفظ القرآن بسهولة شديدة، أحس أن قلبي أصبح كالصخر، أو أنني قلت كلمة أخرجتني من الملة. أكثرت من التوبة، لكنني لا أشعر بتحسن لا أدري ما السبب؟

أريد أن أرجع لسابق عهدي، وأن أكون قوي الإيمان، فالرجاء مساعدتي بسرعة، والدعاء لي أن أسلك الصراط المستقيم، وأن يكون إيماني قوياً جداً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمران حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فبارك الله فيك، وزادك حرصاً على الخير والاستقامة، ونسأل الله تعالى أن يهدينا وإياك لأحسن الأقوال والأعمال، ويوفقنا للعمل بما يرضيه عنا، وقد أحسنت أخي الحبيب في حرصك على أداء الصلاة بخشوع، فهو لب الصلاة وروحها وإنما يثاب المصلي على قدر حضوره وخشوعه في صلاته.

وشيء معتاد أن يحاول الشيطان شغلك عن صلاتك بأمور الدنيا، وعلى قدر إخلاصك ومحاولتك إتقانها وإحسانها يكون جهد الشيطان في الوسوسة إليك وصرفك عنها، ولهذا يروى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قيل له: إن اليهود لا توسوس في صلاتها، فقال: وماذا يفعل الشيطان بالقلب الخرب؟ فالشيطان إذاً -يا أخي الحبيب- لا يتعب نفسه إلا في إفساد شيء صالح، أما ما كان فاسداً فلا حاجة له بمعاناته.

ونحن في نفس الوقت الذي ندعوك فيه إلى مزيد من مجاهدة نفسك بالخشوع في الصلاة، نرى بأن ما تتعرض له مؤشر خير فيك لا العكس، وينبغي أن يكون باعثاً لك على مزيد من الأعمال التي تقربك إلى الله تعالى.

والصلاة بخشوع وحضور من أقوى العوامل على تقوية الإيمان وزيادته، وقد سماها الله تعالى إيماناً في كتابه الكريم، فجاهد نفسك للإحسان في صلاتك، وسترى أثر هذا على إيمانك، والأمر -كما ذكرت أنت- كلما حاول المصلي الحضور والخشوع جاءه الشيطان فذكره دنياه، هذا هو الواقع، وأنت مأمور إذا حصل لك هذا أن تعود إلى التفكير في أقوال الصلاة وأفعالها، وتذكر الوقوف بين يدي الله تعالى، وتذكر أنك الآن تناجي الله تعالى وتحادثه فإنه يسمعك، ويرد عليك؛ كما ورد بذلك الحديث الصحيح، فالتفكر في هذه المعاني يدعوك للخشوع في الصلاة، ومثابرتك على هذا النهج ومداومتك عليه كفيل إن شاء الله بطرد الشيطان عنك، وإذا كثرت عليك وسوسة الشيطان فننصحك بأخذ العلاج النبوي لهذه المشكلة، وهي قوله صلى الله عليه وسلم لمن جاء إليه يشكو كثرة وسوسة الشيطان إليه في الصلاة، فقال له صلى الله عليه وسلم: (ذاك شيطان يقال له خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، واتفل على يسارك ثلاثًا ففعلت ذلك، فأذهبه الله عني).

والإيمان أخي الحبيب يزيد وينقص، فمن وسائل زيادته:

1- الإكثار من الطاعات، كالذكر والصلاة والصدقة والصوم، ونحوها من القربات.
2- التفكر في مخلوقات الله تعالى وما فيها من عجائب.
3- قراءة القرآن بتدبر.
4- حضور مجالس الذكر والعلم ومجالسة الصالحين.

فجاهد نفسك على الأخذ بهذه الأسباب، وسترى آثارها عليك إيماناً وسكينة وانشراح صدر، وأما حفظ القرآن فهو من خير الأعمال التي تعملها، وننصحك بكثرة معاهدة ما حفظته منه فإنه ينسى ويذهب سريعاً، لكنك إن داومت على قراءته في صلواتك فلن تنساه بإذن الله تعالى.

نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً