الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية تحصيل التوازن بين السريرة والعلن عند المسلم

السؤال

كيف أصبح بنفس المستوى في سريرتي وعلانيتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العظيم   حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته   وبعد ،،، أخي أبو عبد العظيم : يكون التوافق بين الظاهر والباطن إذا كان القلب سليماً من الأمراض، وأقصد بالأمراض التي تفسده كالحسد والنفاق والغرور والكبر والبخل والغش... إلخ، ولا شك أن القلب هو سيد أعضاء الجسد، وبصلاحه وسعادته يصلح الجسد كله كما أخبر بذلك نبي الهدى صلى الله عليه وسلم فقال: (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب).
ومن أراد أن يكون قلبه سليماً فليبدأ بالإيمان أولاً، فإن الإيمان هو مفتاح النجاح وبداية الحل لأي مشكلة، ومن أراد ترك الآثام فليلتحق بمدرسة الإيمان، قال عليه الصلاة والسلام: (عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله تعالى ومنهاة عن الإثم، وتكفير للسيئات ومطردة للداء عن الحسد) إن نور الإيمان عندما يدخل القلب يبدد جميع الظلمات، ويحرق جميع الشهوات، إن الإيمان يصنع المعجزات ويتخطى كل الحدود حتى يجعل صاحبه نقي النفس هادئ البال، ظاهره كباطنه، لا يعرف حسداً ولا حقداً ولا غروراً ولا كبراً، وتأمل ما كان عليه النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه الكرام، فهؤلاء الأطهار عندما خافوا ربهم وطمعوا في جنته والتزموا بالإيمان والعمل الصالح أصبح باطنهم كظاهرهم.
إن القلوب في داخلها الإيمان ومهما بلغت قسوتها ففيها حنين إلى الله تعالى وشوق إلى الاتصال به والسير إليه، إلا أن أصحابها لا يستطيعون تجريدها من حب الدنيا وربطها بالآخرة، وكثيراً ما يتساءلون: كيف يكونون ربانيين وهم بين أزواجهم وأولادهم وفي أعمالهم؟ يقول ابن مسعود رضي الله عنه لأصحابه:(أنتم أكثر صوماً وصلاةً من أصحاب محمد وهم كانوا خيراً منكم، قالوا: وبم ذلك؟ قال: كانوا أزهد منكم في الدنيا وأرغب في الآخرة). فقد حققوا التوازن في حياتهم بصورة لا مثيل لها، فهم بالليل رهبان وبالنهار فرسان، في مجال العلم علماء، وفي ساحة الجهاد مجاهدون، وفي المحاريب راكعون ساجدون، يعلمون الجاهل، ويسعون في قضاء حاجة المحتاج، ويسارعون في نجدة الملهوف، خير الأزواج لأزواجهم والآباء لأبنائهم والجيران لجيرانهم، طرفاء لطفاء، لا يمل أحد من الحديث معهم، عاشروا الناس بأبدانهم، وعاملوا الله بقلوبهم، وقد وصلوا إلى هذا بفضل إيمانهم القوي وصفاء قلوبهم، وكانت سريرتهم مثل علانيتهم، فلنحاول أن نقتدي بهم؛ حتى تكون سريرتنا مثل علانيتنا بفضل الله تبارك وتعالى، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً